دودة القز
دودة القز
تبدأ أنثى الحشرة بوضع البيض على أوراق التوت عقب التزاوج بأربع وعشرين ساعة تقريباً، ويبلغ عدد البيوض الموضوعة نحو 500 بيضة. ويبلغ طول البيضة الواحدة نحو الميليمتر الواحد، وهي تبدو لدى وضعها بلون أصفر لا يلبث أن يتحول إلى اللون الرمادي المشوب بالزرقة أو الحمرة وفقاً للسلالة. وتلصق البيوض بمادة لزجة لا تلبث أن تجف لدى تعرضها للهواء.
تفقس البيوض بعد أسبوع من وضعها تقريباً؛ لتعطي يرقات تبدأ بالتغذي بأوراق التوت. يبلغ طول اليرقة الواحدة نحو 3 مم، وتكون ذات رأس أسود مجهز بأجزاء فم قارضة. لونها يميل إلى الرمادي، وشكلها أسطواني، تحمل شعيرات على كل من الظهر والجانبين. تنسلخ اليرقة أربعة انسلاخات، تستبدل في كل مرة جلداً حديثاً بجلدها القديم، وتزداد طولاً في كل انسلاخ، حتى تتحول في النهاية إلى يرقة بطول نحو 3ـ6 سم، وتكون بيضاء اللون شفافة، تبدأ بالتفتيش عن شيء ما؛ لتتسلق عليه، وتتشرنق بعد أن تكون قد أشبعت نهمها بالتغذي بأوراق التوت.
تفرز اليرقات خيوط الحرير من الغدد الحريرية المتحورة من الغدد اللعابية لغزل الشرنقة cocoon. وهي تعمل لذلك ليل نهار دون توقف لبضعة أيام. ولليرقة غدتان لإفراز الحرير تمتدان على جانبي القناة الهضمية، تتحد قناتاهما الإخراجيتان في قناة جامعة عند مقدمة الرأس لتصب في مقدمة الشفة السفلى. ويبلغ طول الغدة الواحدة أربعة أمثال طول اليرقة تقريباً. يخرج من كل غدة خيط رفيع يلتحم مع نظيره بمادة تدعى صمغ الحرير. يلتف الخيطان -عند خروجهما من فتحة الغدة ـ بعضهما على بعض؛ ليشكلا خيطاً واحداً مزدوجاً متيناً. وحينما يكتمل غزل الشرنقة تتحول اليرقة في داخلها إلى عذراء pupa مكبلة بيضوية الشكل ذات لون يميل إلى الرمادي.
تمكث العذراء ساكنةً داخل الشرنقة مدة أسبوعين أو ثلاثة حتى تكوين الفراشة. عندها تثقب الفراشةُ أحدَ طرفي الشرنقة بتأثير بضع قطرات من سائل قلوي تفرزه غدد خاصة لديها، يؤدي إلى ارتخاء الخيوط الحريرية وتقطيعها، مما يسهل خروج الفراشة.
تبدو الفراشة عند خروجها بلون أبيض يميل إلى الاصفرار وذات جسم رطب مندى.
وفراشات دودة لاقز ليلية النشاط، لكن ليس لها القدرة على الطيران. والأنثى أكبر حجماً من الذكر بقليل، ويستفاد منها في صناعة الحرير عقب تربيتها وفق أصول معينة. وتعد الصين أولى الدول التي اهتمت بهذه الصناعة التي يعود تاريخ انتشارها فيها إلى عام 2900 قبل الميلاد، حيث ازدهرت آنذاك بتشجيع من الأباطرة ورجال البلاط. وقد احتفظ الصينيون بسر هذه الصناعة مدة ثلاثة آلاف سنة إلى أن ذاع سرها، وانتشرت صناعة الحرير عقب ذلك في كثير من دول العالم.
تعليقات
إرسال تعليق