مكة المكرمة

مكة المكرمة

مكة المكرمة

مكة المكرمة هي مدينة مقدسة لدى المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة التي تعد قبلة المسلمين في صلاتهم.

عُرفت مكة المكرمة بعدة أسماء وفي هذا دلالة على أهميتها ومكانتها، ففي القرآن الكريم ذُكرت باسم مكة، وبكة، والبلد الآمين، ومن أسمائها أيضاً أم القرى، وأم رحم، والحاطمة؛ لأنَّها تحطّم من قلّل من أهميتها، والبيت العتيق؛ لأنّه عتق من الظالمين، والرأس؛ كونها مثل رأس الإنسان، والحرم الأمين، والقرية، والوادي، والبلدة، والبلد، ومعاد، وصلاح، والعرش، والقادس؛ لأنّها تقدّس الذنوب أي تطهّر وتزيل الذنوب، والمقدّسة، والناسة، والباسة، ويذكر بأنّها سمّيت مكة بسبب قلة الماء فيها، ولأنها تمكّ الذنوب أي تمسحها، وقيل بأنّها سميت بهذا الاسم لأنّها تمك الظالم أي تهلكه، وذُكر أنّها سميت بكة لأنّها تبك رقبة الظالم أي تقطع عنقه، وهناك قول بأنّ بكة هي موضع البيت، ومكّة هي الحرم كلّه، وقيل أيضاً بأن بكة هي الكعبة والمسجد، ومكة هي الطوي وهو بئر في بطن الوادي بمكة.

مكة المكرمة في الإسلام جعل الله تعالى مكة المكرمة أشرف بقاع الأرض وأكرمها، فترتاح فيها النفوس، ويتّجه إليها العابدون ليشكوا حالهم إلى الله عز وجل، وفيها وُضع أول بيت للناس، حيث قال تبارك وتعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، ويأتي الخير والرزق لمكة من كلّ مكان، وذلك بسبب استجابة دعوة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، حيث قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)، ومن فضائلها أنّ الله عز وجل اختارها لتكون مكان مولد النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام، وفيها بدأ نزول القرآن الكريم، ومنها بدأت دعوة الحق، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)، وقد فرض الله عز وجل على من يستطيع أن يذهب إليها، فقال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، ومن فضائلها أنّ الأجر والثواب يتضاعف فيها، كما يوجد فيها الحجر الأسود وهو حجر من الجنة، كما أنّ الصلاة في المسجد الحرام تعادل مئة ألف صلاة، ومن خواصّها أنّها محمية بحفظ الله من المسيح الدجال، فلا يستطيع دخولها.

اشهر الجبال بمكة المكرمة

1 جبل ثور: جبل يقع جنوب مكة، يبلغ ارتفاع قمته 728 مترا، ويمتد من الشمال إلى الجنوب على مسافة 4123 مترا، ومن الشرق إلى الغرب على مسافة 4000 متر تقريبا.

يقع غار ثور على بعد نحو 4 كلم عن مكة المكرمة في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، وارتفاعه نحو 748 مترا من سطح البحر، وهو عبارة عن صخرة مجوفة ارتفاعها 1.25م، وله فتحتان، فتحة في جهة الغرب وهي التي دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر رضي الله عنه، وفتحة من جهة الشرق.

2 جبل أبي قبيس: أحد الأخشبين، ويقع في الجهة الشرقية للمسجد الحرام، يبلغ ارتفاعه 420 مترا تقريبا، وقيل عن تسميته بذلك أن رجلا يقال له «أبوقبيس» يعد أول من قام بالبناء عليه، وهو أول جبل وضع على الأرض بحسب عدد من الروايات.

3 جبل خندمة: يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الحرم المكي، ويمتد في اتجاه طولي من الشمال إلى الجنوب بطول يتجاوز 3 كلم، ويبلغ أدنى عرض للمنطقة في أقصى الجنوب 170 مترا، أما عرضه بالأجزاء الوسطى فيبلغ حوالي 800 متر.

يحد المنطقة من الشمال منطقتا الملاوي وشعب عامر ومن الجنوب جبل بخش، أما من الشرق فتحدها مناطق جبلية مرتفعة، ومن الغرب مناطق أجياد السد وأجياد وبئر بليلة 

وريع بخش.

4 جبل السيدة: يقع الجبل شمال شرق المسجد الحرام في الحجون، وتوجد في أسفله مقبرة المعلاة، والتي تضم قبر السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول، وسمي بهذا الاسم نسبة لها، ويصل ارتفاعه إلى 400 متر، ويطل على أحياء الجميزة والعتيبية والحجون.

5 جبل العبادي: أحد جبال مكة المكرمة، وهو بفتح العين وتشديد وفتح الباء، يعد الجبل أحد الجبال الشاهقة المرتفعة، وكان في الجاهلية يسمى بالجبل الأحمر وهو أحد أخشبي مكة المكرمة.

يقع في منطقة النقاء ويطل على السليمانية والفلق من الناحية الشرقية، وعلى الحجون والعتيبية من الناحية الشمالية، وعلى جرول وما يلحق به من الناحية الغربية، وعلى حارة الباب وجبل قرن من الناحية الجنوبية.

تنطلق منه بشائر دخول الشهر الكريم والتنبيه للإفطار والسحور والإمساك ودخول عيد الفطر عبر المدافع، وترجع سنة التسمية لعام 1028هـ، عندما سكنه أحد الصالحين ويدعى محمد بن أحمد بن عصبة العبادي ومات ودفن فيه.

6 جبل الرحمة: يقع في مشعر عرفات، حيث يبعد عن مكة حوالي 22 كلم وعلى بعد 10 كلم من منى و6 كلم من مزدلفة. تقام عنده أهم مناسك الحج، والتي تسمى بوقفة عرفة، وذلك في يوم التاسع من شهر ذي الحجة.

7 جبل عمر: يقع بالقرب من المسجد الحرام، ويتكون حاليا من مجموعة من الأبراج السكنية التي تم بناؤها تزامنا مع تطوير مكة الأخير، حيث تكونت مجموعة من الفنادق والأسواق والوحدات السكنية المختلفة المتسعة لأعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين القادمين إلى مكة.

8 جبل قعيقعان: يقع في الجهة الغربية في مكة، ارتفاعه 430 مترا، وحدوده من حارة الباب إلى القرارة، وسمي بجبل قعيقعان لتقعقع السلاح به في حرب جرهم مع قطوراء وهما يومئذ أهل مكة.كانت جرهم بأعلى مكة وقعيقعان وملكهم «مضاض بن عمرو»، وقطوراء بأسفل مكة وأجيادين، وجبل قعيقعان جبل عظيم طويل ممتد وفي أصله تقع المروة من جهة المدعى في الشمال الشرقي للمسجد الحرام.

9 جبل كبكب: كبكب بالفتح والتكرير علم مرتجل لاسم جبل خلف عرفات في مكة المكرمة، وتشاهد هذا الجبل وأنت في نعمان على يمينك متجها إلى مكة، وهو لهذيل.وقال الزمخشري: كبكب جبل لهذيل مشرف على موقف عرفة، وهو الجبل الذي جاء ذكره في شعر امرئ القيس أقدم الشعراء الجاهليين؛ وغيره من الشعراء الجاهليين؛ مما يعني أن اسمه الحالي موغل القدم في التاريخ.

10 جبل النور: يقع جبل النور شمال شرق المسجد الحرام، ويطل على طريق العدل، وسمي بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه، حيث كان النبي يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة في غار حراء.يبلغ ارتفاع هذا الجبل 642 مترا، وينحدر انحدارا شديدا من 380 مترا حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل، وتبلغ مساحته 5 كلم و250 مترا مربعا، وتشبه قمته الطربوش أو سنام الجمل.