النمس
النمس
يبلغ طول النمس قرابة المتر بما في ذلك الذيل ويزن نحو تسعة كيلو جرامات. يعيش فُرادى أو في جماعات صغيرة أثناء الصيد وأثناء موسم التزاوج ويقطن البيئات الشجرية والعشبية والحقول الزراعية ويتسلّق الأشجار بسهولة، ويهاجم المناطق المأهولة بالسكان ويسطو على الطيور الداجنة. يسكن الجحور الأرضية التي يحفرها بنفسه وفي التلال الضخمة التي يبنيها النمل الأبيض. وهو شديد الحذر حيث إنه نادرا ما يخرج من بين الحشائش والأعشاب إلى الاراضي المكشوفة لأكثر من لحظات قصيرة.
اعتقد المصريون القدماء أن النمس حيوان مُقدّس حتى أسموه فأر فرعون وذلك لإبقائه على أعداد التماسيح عند حد معين في نهر النيل، إذ كان يتغذّى على بيضها. وهناك أسطورة تقول أن النمس قد يتسلل إلى فم التمساح ويتعدى البلعوم والحنجرة ليمَزّق أحشاءه ويصل إلى القلب ليمزقّه ويأكله.
اشتهر النمس ببراعته ومهارته في القضاء على الأفاعي السامّة، ويرجع السبب في ذلك إلى سرعته الفائقة ورشاقته، إذ يغرس أسنانه الحادة التي تشبه رؤوس الإبر في عنق الأفعى بعد مراوغات معها ينتصب خلالها شعر الجسم والذيل جميعه ويبدو النمس ضعف حجمه. كما أن الذنب ينتصب ويتحول إلى فرشاة قاسية يحك بها وجه خصمه حتى أن ناب الأفعى يعجز عن التأثير على هذه الحزمة من الشعر. ويذكر أنه ليس لدى النمس حصانة ضد سم الأفاعي، لكنه غالبا لا يعطيها الفرصة للدغه، ولديه بعض المقاومة للسم. وعلى الرغم من شراسة النمس إلا أنه إذا استأنسه الإنسان صغيرا، فإنه يصبح أليفا ويتحول إلى حيوان مدلل لعوب.
يتمتّع النمس بحاسة شم قوية جدا، ويستشعر الروائح من بعيد ويحس بحركة الهواء باتجاه العدو. وتمنحه حاسة الشم القدرة على استكشاف مواقع الشقوق والحفر والقنوات ومعرفة ما بداخلها من فرائس.
يتغذّى النمس على الجرذان والفئران والسقايات والحشرات والحيوانات الصغيرة والحبوب والثمار، إلا أنه شديد الولع بأكل البيض. وتصيد النموس فرائسها بين الحشائش والنباتات القصيرة. وتبقى على اتصال مع بعضها من خلال صوت سقسقه مستمرة كالطيور.
تعليقات
إرسال تعليق