المال
المال . the money

المال : هو أي سلعة يمكن استخدامها للتجارة وحدةً للحساب ولتخزين القيمة. وقيمة المال تكتسب من قدرته الشرائية والتي تنخفض عادةً على مر السنوات ويطلق على المال مسمى عصب الحياة، وذلك لأهميتة البالغة في تلبية الحاجات وتحقيق المنافع، وهو من ساهم في تطوير العلوم المالية وذلك لتعظيم حجم الأموال المملوكة وبالتالي تعظيم المنافع. تاريخ المال : 1- مقايضة المُنتجات المقايضة : هي استبدال الخدمات والسِّلع بخدمات وسلع أخرى؛ مثل: المجوهرات، والصُّوف، وجلد الحيوانات، والحبوب، والأسلحة، ولكن مع الوقت ظهرت مشاكل تتعلق بالاقتراض والإقراض، والتداول والتخزين، وتقييم السلع أو الخدمات، فبدأ الناس بالتفكير في طريقة جديدة غير المقايضة. 2- النقود المعدنيّة: بدأت النقود المعدنيّة مثل: الذهب، والفضّة، والنحاس بالتدفق في السوق منذ عام 2000 قبل الميلاد، إلّا أن المشاكل المتعلقة بالتبادل والقيمة والتخزين ظلّت دون معالجة، بعدها تمّ تقديم النقود المعدنيّة الموحدة لأول مرة من قِبَل الليديّين ، ثمّ استبدلت لاحقاً بقطع نقديّة رمزيّة، واليوم يستخدم خليط من المعادن؛ مثل الحديد والنحاس والبرونز في العملات المعدنية بدلاً من الذهب والفضّة. 3- النقود الورقيّة : في عام 600 قبل الميلاد استبدلت الصين عملتها المعدنية بالنقود الورقية، ثم استخدمتها أوروبا لعقود حتى أصدرت العملة الورقيّة الأولى في أمريكا الشمالية أثناء الاستعمار، إلّا أنّ المستعمرين نفدت أموالهم مع توسع العمليات الاستعماريّة، نتيجة استغراق الشحنات وقتاً طويلاً في الوصول إلى المستعمرات من دولة أوروبا، فاستخدموا سندات الدين كعملة، وفي عام 1685م تمّ إصدار أوراق اللعب للجنود في فرنسا وتوقيعها من قِبل الحاكم لاستخدامها كعملة نقديّة بدلاً من العملات المعدنية. 4-البطاقات المصرفيّة : هي بطاقات مصنوعة من البلاستيك، تستخدم لإيداع وسحب الأموال، وذلك من خلال البنوك مباشرة أو باستخدام أجهزة الصراف الآلي، الأمر الذي جعل تحويل النقود أسهل وأكثر أماناً. 5-الدفع عبر الهاتف المحمول : أي المال الذي يتم تقديمه لمنتج أو خدمة من خلال جهاز إلكترونيّ محمول مثل الهاتف، ويُمكن من خلالها إرسال الأموال إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة، ومن الأمثلة عليها مدفوعات أبل ومدفوعات سامسونج 6-النقود الرقميّة : تعدُّ النقود الرقميّة ومن أمثلتها البِت كوين عملة مشفرّة، اخترعت عام 2009م من قِبَل ساتوشي ناكاموتو، وتديرها سلطة لا مركزية على عكس العملات الحكومية، وفي هذا النظام يجب على كل شخص في شبكة التعامل بالعملة الافتراضية أن يحتفظ بسجل للأرصدة ليحصل عليه أو يستبدله بخدمة أو سلعة ما، كما تُستخدم كل عملة مشفرّة تقنيّة لتأمين قاعدة بيانات المعاملات الماليّة العامّة.
اختراع المال المعدني : في اليونان القديمة انتشرت العملة بسرعة من القرن الثامن قبل الميلاد. وبحسب هيرودوت فإن الليديان (تركيا الآن) هم أول من صمموا العملات الفضية والذهبية. استخدام هذا النوع من العملات و انتشر في جميع أنحاء اليونان وكل مدينة بدأت في سك القطع الخاصة بها أساسا من الفضة، و القطع هي من وزن مطابق تماما. ثم البرونز الذي سمح للتبادلات اليومية ذات القيم المنخفضة. وبذلك اعتبر المال المعدني معيار قيم، فالمعادن قابلة للقسمة من حيث الوزن. ولذلك فمن الممكن أن تطابق قيمة الأجزاء مع وزنها، مما يسهل المبادلات والتجارة.
سابقا في الصين تم سك القطع النقدية في شكل أدوات مصغرة (السكاكين، ..). و فقط في القرن الثالث قبل الميلاد قام الإمبراطور شي هوانغدي بسك قطع مستديرة مع ثقب مربعة في الوسط.
اهمية المال : يعدُّ المال القوّة المحرِّكة للوصول إلى معظم ما يحتاجُهُ الإنسان في هذه الحياة، فهو الوسيلة التي يتمّ بها مقايضة السلع والخدمات التي يَقضي بها الإنسان احتياجاته اليومية، فالإنسانُ الذي يملكُ المال يملك القوة التي تمكنه من انتقاء أفضل الخيارات التي تتاح أمامه في هذه الحياة، حيث تتوفّر لديه سبل الرفاهية التي تُحرم منها الطبقة الفقيرة في معظم الأحيان، فيستطيع الإنسان به شراء اليخوت الفخمة، والسيارات حديثة الطراز، والبيوت التي تُبنى في أرقى المناطق وبأعلى المواصفات، وكل ذلك يُسهم في جلب السعادة إلى الإنسان بشكل أو بآخر، فالإنسان القادر على الإنفاق يستطيع الحصول على كلّشيء له قيمة مادية، كما يستطيع مواكبات التقنيات الحديثة باهظة الثمن والتي تجعلُ أسلوب الحياة أسهل بكثير.
ويعدّ المال سلاحًا ذا حدّين، حيث إنّ وجود المال يساعد الإنسان على الوفاء بالتزاماته، ويزيد من قدرته على الوصول إلى حالة من الإشباع في المتطلبات الأساسية وبلوغ بعض الكماليات التي يحقق من خلالها الرفاهية، وعلى الجانب الآخر فقد تؤدّي حالة الإشباع المالي إلى إهدار المال على بعض الأمور غير المفيدة والتي قد تضر بالإنسان، فضلًا عن أن المال قد يكونُ سببًا في دخول الإنسان في دوامات الانحراف كإدمان المخدرات وغير ذلك. وفي عالم المال يجب أن يحسن الإنسان استثمار النقد بشكلٍ جيّد كي لا يؤدّي ذلك إلى ضياع الثروة، فالثراء الحقيقيّ يتأتّى من استمرار تولد التدفقات النقديّة إلى الإنسان طيلة فترة حياته، وعلى النقيض تمامًا فقد يكون الإنسان غنيًا ويملك مبلغًا كبيرًا من المال ولا يحسن استغلاله بالطريقة المثلى، ويبدأ بإهداره على نحو لا يحقق له عائدًا ماديًا مع مرور الوقت، وهذا قد يؤدّي إلى ضياع الثروة التي يملكها هذا الإنسان، وهناك العديد من الأمثلة لبعض الأشخاص الذي كانوا يمتلكون ثرواتٍ هائلة، وذهبت هذه الثروات أدراج الرياح في فترة محدودة، بسبب سوء إدارة الأموال والدخول في رهانات استثمارية خاسرة. وقد أوجَدَ الدين الإسلامي العظيم حالة من التوازن الماليّ في المجتمع الإسلامي، من خلال بعض السياسات المالية التي تهدف إلى توزيع الثروة على المجتمع بشكلٍ منصف، ومن أهمّ ما يحقق ذلك في شريعة الإسلام وجود الزكاة وهي مقدار مخصص من المال يدفعه الأغنياء في الدولة الإسلامية لمجموعة من الناس الذي تنطبق عليهم شروط مصارف الزكاة، والذين يكونون بحاجة إلى المال من أجل تغطية النفقات، وتأمين الحد الأدنى من متطلّبات العيش الكريم، كما شرع الإسلام الصدقة، فكانت من الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، وتكون بالبحث عن المحتاجين، وتقديم بعض المال لهم من أجلِ تفريج كربتهم، وسدّ حاجاتهم التي تُقضى بالمال.

المال وسيلة فى حياتنا اليومية
ردحذف