بيرو
بيرو
كانت منطقة البيرو موطناً لحضارة نورتي شيكو وهي إحدى أقدم الحضارات في العالم وتلتها إمبراطورية الإنكا أكبر دولة في أمريكا ما قبل كولومبوس. احتلت الإمبراطورية الإسبانية المنطقة في القرن السادس عشر وأعلنت تابعة للتاج الإسباني. بعد الاستقلال في عام 1821 شهدت البيرو فترات من الاضطرابات السياسية والأزمات المالية وفترات من الاستقرار والازدهار الاقتصادي.
تسير جبال الأنديز محاذية للمحيط الهادئ وتقسم البلاد إلى ثلاث مناطق جغرافية. الساحل إلى الغرب وهو سهل ضيق وقاحل إلى حد كبير فيما عدا الأودية الناجمة عن الأنهار الموسمية. المرتفعات وهي منطقة جبال الأنديز وتضم هضبة ألتيبلانو فضلاً عن أعلى قمة في البلد هوسكاران بارتفاع 6768 م (22205 قدم). المنطقة الثالثة هي منطقة الغابات وهي فسحة واسعة من الأرض المنبسطة التي تغطيها غابات الأمازون المطيرة الممتدة شرقاً. يقع حوالي 60% من مساحة البلاد ضمن هذه المنطقة (70 مليون هكتار/ 172,973,767 فدان أو 700,000 كم2/ 270,272 ميل مربع) مما يعطي البيرو رابع أكبر مساحة من الغابات المدارية في العالم بعد البرازيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا.
لا تمتلك البيرو وعلى عكس غيرها من البلدان الاستوائية مناخاً مدارياً خاصاً. تلعب جبال الأنديز وتيار همبولت دوراً هاماً في التنوع المناخي الكبير في البلد. يمتلك الساحل درجات حرارة معتدلة وأمطار منخفضة ورطوبة عالية باستثناء المناطق الشمالية الأكثر دفئاً ورطوبة. في المرتفعات يغلب المطر في الصيف وتقل درجات الحرارة والرطوبة مع الارتفاع وصولاً إلى قمم جبال الأنديز المجمدة.
تتميز مناطق الغابات بهطول الأمطار الغزيرة وارتفاع درجات الحرارة عدا جانبها الجنوبي البارد شتاء وذو الأمطار الموسمية. بسبب تنوع جغرافيتها ومناخها، تمتلك بيرو تنوعاً حيوياً عالياً بوجود 21,462 نوعا من النباتات والحيوانات حسب تقارير عام 2003 ومنها 5855 أصله البيرو. أنشأت الحكومة البيروفية العديد من المناطق المحمية من أجل الحفاظ عليها.
تنشأ معظم أنهار بيرو في قمم جبال الأنديز وتصب في أحد ثلاثة أحواض. ما يصب في المحيط الهادئ عميق وقصير ويتدفق بشكل متقطع فقط. روافد نهر الأمازون أطول وتتدفق أكثر من ذلك بكثير وهي أقل عمقاً بمجرد خروجها من المرتفعات. أما الأنهار التي تصب في بحيرة تيتيكاكا فقصيرة عموماً وذات تدفق كبير. أطول أنهار البيرو هي أوكايالي ومارانيون وبوتومايو ويافاري وهوالاغا وأوروبامبا ومانتارو والأمازون.
بيرو بلد متنوع المناخ والسطح مما جعل من بيرو دولة مهمةً زراعياً.وقد أظهرت دراسة ان محاصيل الكوسا، والفول سوداني، والقطن كانت تزرع في بيرو من حوالي 10,000 سنة. وينمو في بيرو اليوم السلع الزراعية مثل الهليون، البطاطس، الذرة، الأرز، والقهوة. الزراعة في بيرو تستخدم الأسمدة الاصطناعية بدلا من وفرة ذرق الطيور. والذرة في بيرو ليست للتصدير نظرا للإعانات الكبيرة التي تقدمها أوروبا والولايات المتحدة إلى المنتجين عالية التكلفة، ولكن القهوة هي للتصدير. وفي السنوات الأخيرة أصبحت بيرو المصدر الأول في العالم للبن العضوي عالي الجودة.
يصنف اقتصاد بيرو 43 عالمياً. شهد اقتصاد بيرو نمواً كبيراً في السنوات الـ 15 الماضية. حيث تعتبر البلاد إحدى الأسواق الناشئة وفقاً لمورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال بسبب الاستقرار السياسي والاقتصادي وتحسين شروط التجارة والاستثمار وارتفاع الاستهلاك. تنوع الاقتصاد في تزايد مستمر إلا أنها لا تزال تعتمد على تصدير السلع. تتمركز التجارة والصناعات في ليما ولكن الصادرات الزراعية خلقت التنمية في جميع المناطق. اعتباراً من عام 2010 بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في تعادل القدرة الشرائية تقريباً 10,000 $. مؤشر التنمية البشرية مرتفع في البيرو ليسجل 0.806 وفقاً لتقرير عام 2008.
بيرو هي بلد متعدد الأعراق ويتكون من اندماج جماعات مختلفة على مدى خمسة قرون. قطن الهنود الحمر أراضي البيرو لعدة آلاف من السنين قبل الغزو الأسباني في القرن السادس عشر. تراجع عدد سكان البلاد من 9 ملايين في تقديرات العشرينات من القرن السادس عشر إلى نحو 600,000 في عام 1620 وذلك أساساً بسبب الأمراض المعدية.
كتبت القوانين لحماية السكان الأصليين لكنها غير متبعة دائماً من قبل الحكومة البيروفية أو الشركات مثل بيرينكو وريبسول وبتروبراز الذين يسعون لاستكشاف الموارد الطبيعية في أراضيهم. في عام 1994 صادقت البيرو على القانون الدولي الحالي بشأن السكان الأصليين، اتفاقية الشعوب والقبائل الأصلية عام 1989.
وصل الإسبان والأفارقة بأعداد كبيرة تحت الحكم الاستعماري واختلطوا على نطاق واسع مع بعضهم البعض ومع الشعوب الأصلية. بعد الاستقلال كانت هناك هجرة أوروبية تدريجية من انكلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وصل الصينيون في خمسينيات القرن التاسع عشر واستبدلوا العمال الرقيق وأصبحوا منذ ذلك الحين ذوي تأثير كبير في المجتمع البيروفي. تشمل المجموعات الأخرى من المهاجرين العرب واليابانيين. بالنظر إلى معدل التباين العرقي العالي في بيرو، يمكن تصنيف المجموعات العرقية كالتالي 31-45% من الهنود الأمريكيين و 37% من المستيزو (خليط من الهنود الحمر والأوروبيين) و 15% الأوروبيين و 3% من الأفارقة واليابانيين والصينيين وغيرهم.
تعليقات
إرسال تعليق