لبنان
لبنان

لبنان (رسمياً: الجمهوريّة اللبنانيّة)، هي دولة عربية واقعة في الشرق الأوسط في غرب القارة الآسيوية. تحدّها سوريا من الشمال والشرق، وفلسطين المحتلة - إسرائيل من الجنوب، وتطل من جهة الغرب على البحر الأبيض المتوسط. هو بلد ديمقراطي جمهوري طوائفي. معظم سكانه من العرب المسلمين والمسيحيين. وبخلاف غالبية الدول العربية هناك وجود فعال للمسيحيين في الحياة العامة والسياسية. هاجر وانتشر أبناؤه حول العالم منذ أيام الفينيقيين، وحالياً فإن عدد اللبنانيين المهاجرين يقدر بضعف عدد اللبنانيين المقيمين.

يعتبر لبنان أحد أكثر المراكز المصرفية أهمية في آسيا الغربية، ولمّا بلغ ذروة ازدهاره أصبح يُعرف "بسويسرا الشرق"، لقوة وثبات مركزه المالي آنذاك وتنوعه، كما استقطب أعدادا هائلة من السياح لدرجة أصبحت معها بيروت تعرف بباريس الشرق. بعد نهاية الحرب الأهلية جرت محاولات عديدة ولا تزال لإعادة بناء الاقتصاد الوطني والنهوض به من جديد وتطوير جميع البنى التحتية، وقد نجح البعض منها، فقد تفادت معظم المصارف اللبنانية الوقوع في متاهة الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 2007 التي أثرت في معظم الشركات والمصارف حول العالم، وفي سنة 2009 شهد لبنان نموًا اقتصاديًا بنسبة 9% على الرغم من الركود الاقتصادي العالمي، واستقبل أكبر عدد من السياح العرب والأوروبيين في تاريخه.

في القدم، سكن الفينيقيون أرض لبنان الحالية مع جزء من أرض سوريا وفلسطين، وهؤلاء قوم ساميون اتخذوا من الملاحة والتجارة مهنة لهم، وازدهرت حضارتهم طيلة 2500 سنة تقريبًا (من حوالي سنة 3000 حتى سنة 539 ق.م). وقد مرّت على لبنان عدّة حضارات وشعوب استقرت فيه منذ عهد الفينيقين، مثل المصريين القدماء، الآشوريين، الفرس، الإغريق، الرومان، الروم البيزنطيين، العرب، الصليبيين، الأتراك العثمانيين، فالفرنسيين.
وطبيعة أرض لبنان الجبلية المنيعة كمعظم جبال بلاد الشام كانت ملاذًا للمضطهدين في المنطقة منذ القدم، وفي الوقت ذاته صبغت مناخه وجمال طبيعته التي تجذب السياح من البلاد المحيطة به مما أنعش اقتصاده حتى في أحلك الأزمات، فاقتصاده يعتمد على الخدمات السياحية والمصرفية التي تشكّل معاً أكثر من 65% من مجموع الناتج المحلي.
واجه لبنان منذ القدم تعدد الحضارات التي عبرت فيه أو احتلت أراضيه وذلك لموقعه الوسطي بين الشمال الأوروبي والجنوب العربي والشرق الآسيوي والغرب الأفريقي، ويعد هذا الموقع المتوسط من أبرز الأسباب لتنوع الثقافات في لبنان، وفي الوقت ذاته من الأسباب المؤدية للحروب والنزاعات على مر العصور تجلت بحروب أهلية ونزاع مصيري مع إسرائيل. ويعود أقدم دليل على استيطان الإنسان في لبنان ونشوء حضارة على أرضه إلى أكثر من 7000 سنة.
ويشتهر لبنان بنظامه التربوي الرائد والعريق في القدم الذي يسمح بإنشاء مؤسسات تعليمية من مختلف الثقافات ويشجع التعليم بلغات مختلفة بالإضافة للعربية. وكان لأبنائه دورٌ كبير في إثراء الثقافات العربية والعالمية في مجالات العلوم والفنون والآداب وكانوا من رواد الصحافة والإعلام في الوطن العربي.

لبنان بلد متنوع بشعبه، فحوالي 40% من السكان البالغين 22 سنة ينتمون إلى الدين المسيحي، وهو البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يتولى رئاسته مسيحيون بحكم عرف دستوري. ويتوزع الشعب اللبناني على 18 طائفة معترف بها.
واللبنانيون منتشرون في شتّى أنحاء العالم كمغتربين أوكمهاجرين من أصل لبنانيّ. ويبلغ عدد سكان لبنان بتقدير الأمم المتحدة لعام 2008 نحو 4,099,000 نسمة.
ويُقدر عدد اللبنانيين المغتربين والمنحدرين من أصل لبناني في العالم بحوالي 8,624,000 نسمة، وفقا لإحصاء سنة 2001، ينتمي أكثرهم إلى الدين المسيحي، لأن الهجرة اللبنانية بدأت من متصرفية جبل لبنان ذات الأغلبية المسيحية.
أمّا نسبة زيادة السكان فهي 0.85%. ومن المتوقَّع أن ينخفض عدد سكان لبنان عام 2050 إلى 3,001,000. وتبلغ الكثافة السكانية للبنان 344 نسمة / كلم.2 ويعيش ما بين 87% و90% من اللبنانيين في المدن منهم أكثر من 1,100,000 نسمة - أي ما يعادل ربع السكان - في العاصمة بيروت وضواحيها.
وتبلغ نسبة المتعلمين فيه 87.4%. ويتكلم سكانه اللغة العربية وكثيرون منهم الفرنسية والإنجليزية. زد على ذلك لغات أخرى أقلّ استعمالا كالأرمنية والكردية والسريانية.
قُدّر عدد سكان لبنان في تموز/يوليو من عام 2008 بنحو 3,971,941 نسمة. بينما قدر عدد اللاجئين الأجانب في عام 2007 بما يزيد على 375,000 شخص: منهم 270,800 من فلسطين و 100,000 من العراق، و 4,500 من السودان. وأبعد لبنان أكثر من 300 لاجئ قسرا عام 2007.
ويُعتبر الشعب اللبناني الحالي مزيجاً من الشعوب المختلفة التي أمَّت لبنان واستقرت فيه عبر العصور، فكثير من اللبنانيين ذوو جذور فينيقية ورومانية وتركية وفارسية ولبعضهم جذور أوروبية من عهد الصليبين وفترة الانتداب الفرنسي. ففي تلك الحقبة استقرت في لبنان أقلية لا يستهان بها من الفرنسيين. لكن معظمهم غادر بعد الاستقلال عام 1943 ولم يبقَ منهم إلّا القليل. ولا يزال عدد كبير من السوريين والمصريين في لبنان حيث يعمل معظمهم في قطاع البناء والخدمات.
استمرت الساحة اللبنانية هادئة حتى سنة 2005، وبالتحديد بعيد إعادة انتخاب الرئيس إميل لحود متحدياً القوانين الدولية مثل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، فعند ذلك اغتيل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، واتُهمت سوريا بالعملية، فانقسم اللبنانيون إلى فريقين أساسيين، فريق سمي تحالف 14 آذار ويطالب باستقلال لبنان وفك ارتباطه عن أي علاقة بأزمات الشرق الأوسط والفريق الثاني سمي تحالف 8 آذار الذي يعتبر لبنان في صلب الأزمات الإقليمية والدولية. وأدى هذا الانشقاق إلى حصول العديد من المواجهات منها اغتيال شخصيات لبنانية مناوئة لسوريا، ثم الحرب التي شنتها إسرائيل في 12 تموز/يوليو 2006 وما تلاها من اعتصام المعارضة ضد الحكومة في كانون الأول/ديسمبر 2006، وأخيرًا ما عرف باسم غزوة بيروت في 7 مايو/أيار 2008، عندما سيطرت قوّات حزب الله المسلحة على العاصمة لإرغام حكومة فؤاد السنيورة على الاستقالة، واستمر الأمر على هذا المنوال لبضعة أيام عندما قبلت جميع الأطراف السياسية توسّط دولة قطر لحل الإشكال، فأبرموا تسوية في عاصمة الأخيرة عرفت باتفاق الدوحة.
حصل نوع من الهدوء بعد اتفاق الدوحة الذي سهل انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية، كما وضع الاتفاق أسس لإجراء الانتخابات النيابية في عام 2009. وقد أجريت الانتخابات حسب اتفاق الدوحة في 7 حزيران / يونيو 2009، وكانت هذه المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات النيابية بيوم واحد. استمرت هذه الحكومة حتى خريف 2010 حيث بدأت تظهر الخلافات من جديد بين أعضاء الحكومة المنتمين إلى المحور الغربي- العربي وبين الأعضاء المنتمين إلى المحور الإيراني - السوري بقيادة حزب الله. بعد انسحاب ما يسمى بالثلث المعطل وسقوط الحكومة دخل البلد في فراغ سياسي نتيجة الصراع على السلطة بين فريق حزب الله وفريق 14 آذار إلى أن ظهر فجأة السياسي الطرابلسي نجيب ميقاتي الذي انتخب على اللوائح النيابية لتيار المستقبل، وأعلن ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء في وجه سعد الحريري، رئيس الوزراء المقالة حكومته. وبعد التصويت نال الرئيس ميقاتي الأكثرية النيابية نتيجةً لانقلاب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على حلفائه في 14 آذار وذلك في 25 يناير 2011. بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان تعذر انتخاب خلف له لرئاسة الجمهورية حيث قامت الحكومة مجتمعة بتسيير أمور الدولة حسب ما ينص عليه الدستور. و عاشت البلاد فيما عرف بالفراغ الرئاسي مدة سنتين و نصف، إلى تاريخ 31 تشرين الأول 2016 تاريخ انتخاب الرئيس ميشال عون .
دولة عربية شقيقة
ردحذف