هود

هود


هود -عليه السلام- هو أحد الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم، اسمه هود بن شالخ بن سام بن نوح -عليه السلام-، وقد أرسله الله تعالى إلى قوم عاد، وسُمّيت إحدى سور القرآن الكريم على اسمه وهي: سورة هود، وقد ذُكر النبي هود -عليه السلام- سبع مرات في القرآن الكريم، منها خمس مرات في سورة هود، ومرة في سورة الشعراء، ومرة في سورة الأعراف وقد ذكر القرآن الكريم قصة هو -عليه السلام-، وهي قصة مثيرة في أحداثها، وفي هذا المقال سيتم ذكر قصة هود عليه السلام.



قال الله تبارك وتعالى: {وإلى عادٍ أخاهُم هُودًا قالَ يا قومِ اعبُدوا اللهَ ما لكُم مِنْ إلهٍ غيرهُ أفلا تتَّقون} سورة الأعراف.
بعد أن نجا الله تبارك وتعالى نبيَّهُ نوحًا ومن معه في السفينة وأغرق الذين كذبوه من قومه بالطوفان العظيم الذي عمَّ جميع الأرض، نزل الذين ءامنوا من السفينة يعبدون الله تعالى وحده ويَعْمُرون الأرض، وكثرت الذرية من أولاد نوح الثلاثة سام وحام ويافث الذين كانوا على دين ءابائهم الإسلام، وكانوا يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئًا.


ثم بعد أن طال الزمن عاد الفساد والجهل وانتشر في الأرض ورجع بعض الناس إلى الإشراك بالله وعبادة غير الله، فبعث الله تبارك وتعالى هودًا قال تعالى: {كذَّبَتْ عادٌ المُرسَلينَ* إذ قالَ لهُم أخوهُم هودٌ ألا تتَّقونَ* إنِّي لكُم رسولٌ أمينٌ}سورة الشعراء. وقد سمَّاهُ الله أخًا لهم لكونه من قبيلتهم لا من جهة أخوة الدين، لأن أخوة الدين لا تكون إلا بين المؤمنين كما قال تعالى: {إنَّما المؤمنون إخوةٌ}سورة الحجرات.

أرسله الله تعالى إلى قوم عاد، الذين تفشّى فيهم الظلم وأصبحوا جبّارين يبطشون في الأرض ويعيثون فيها فسادًا، وينكرون نعم الله عليهم، وأغرَتْهم قوتهم وحضارتهم، وظنّوا أنْ لا أحدَ يقدر عليهم، فبعث الله إليهم هود -عليه السلام- لينصحهم ويذكرهم بالله ويدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده والتخلي عن عبادة الأوثان، وذكرهم بنعم الله التي أنعمها عليهم، وأمرهم بالاستغفار والرجوع إلى الله تعالى والتوبة النّصوح كي يزيدهم الله من خيره، وبين لهم هود -عليه السلام- أنّ دعوته لهم ليس من ورائها أموال أو مصلحة، بل هي دعوة خالصة لله تعالى، لكنّهم عاندوه ورفضوا دعوته واتّهموه بالسفاهة والجنون والكذب، واتّهموه بأنّه مصاب في عقله، وصارحوه بكفرهم واتباعهم للهوى. ومَكَث فيهم هود -عليه السلام- ما شاء الله له، ودارت بينه وبينهم العديد من جلسات المناظرة، واتّبع معهم مختلف وسائل الدعوة والإقناع والترغيب والترهيب، لكنّهم لم يتبعوه، وأعلنوا له صراحة أن دين آبائهم هو دين الحق، وتحدّوا الله تعالى بأن ينزل عليهم العذاب، فأمر الله تعالى السماء فأمسكت عن المطر، فأجدبت أرضهم وأصبحت قاحلة، لكنّهم بَقوا في لهوهم وطغيانهم، فأمر الله تعالى الريح أن تهيج، وأمر السحاب أن يُساق إليهم، فرأوا المطر واستبشروا، لكنّها في الواقع كانت ريحًا عقيمًا عاتية، دمرت كل شيء، وسخرها الله عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيّام، وكانت رياح شديدة القوة لدرجة أنّها تحملهم إلى أعلى وتُسقطهم على رؤوسهم فتنكسر أعناقهم، فأصبحوا وكأنهم أعجاز نخلٍ خاوية. 

ذكر القرآن الكريم قصة هود -عليه السلام- مع قومه عاد، وقوم عاد يتبعون إلى عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهم معروفون بالعِناد والطغيان والفساد والبطش، ولديهم الكثير من الأموال والقوة، وقد كانوا يعيشون في منطقة الأحقاف في اليمن في مملكة إرم التي سُمّيت إرم ذات العماد لطولهم، ويمتلكون أجسادًا ضخمة وأبدانًا قوية، وقد كانت الخلافة لهم من بعد قوم نوح، وَيتميّزون بالقوّة الاقتصادية والعسكرية، ولهم حياتهم المدنية، وأبنيتهم ضخمة ومتطاولة ورفيعة، ولهم عيون وجنات، ومواشيهم كثيرة وأموالهم فائضة، وأبناؤهم كثيرون، وكانوا يعيشون حياة الترف وألهتهم الحياة الدنيا، وتنافسوا في بناءِ المساكن والأبراج الشاهقة ليخلدوا ذكراهم في الدنيا، لكنّهم قابلوا نعم الله بالكفران والنكران والجحود وعبدوا الأوثان بدل عبادة الله تعالى، واعتقدوا أن الضر والنفع بيد الأوثان، فأنزل الله عليهم العقاب الشديد. 


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Marsa Matrouh

the Bull

Saudi