النسر

النسر



النسر/ هو أكبر طائر من الجوارح.



النسر هو من المخلوقات الوضيعة لدى العرب لأنه يتصف بصفات شتى أهمها الجبن، فهو لا يقدم على فريسته ولا يحرك ساكنا حتى تخرج روحها، وهو من بين الطيور والجوارح مختص بالتعامل مع الجيف، في حين أن جوارح أخرى كالعقاب مثلا لا تأكل إلا من صيد مخالبها من الصيد الطازج الجديد، بينما النسر مرابط عند الجيفة التي ليس لها شعور.


"النسر النوبي".. والمعروف بإسم "نسر أذون"، أحد الطيور اللاحمة التي تبقت من العالم القديم، وجاءت النقوش الفرعونية على جدران المعابد في محافظة الأقصر، لتظهر لنا مدى تقديس ذلك الطير خاصة في عصور الدولة القديمة، فقد ارتبطت بالآلهة "نخبت" ربة الكاب، آلهة مصر العليا، كحامية للملك، صورها المصري القديم على هيئة أنثى النسر على رأسها التاج الأبيض، كما أرتبط بالآلهة "موت" التي يرمز لها بأنثى النسر، أو امرأة على رأسها التاج المزدوج

وفي حضارة بلاد اليونان القديمة، ارتبط النسر النوبي بالإله "زيوس" أبو الآلهة والبشر عند الإغريق، الذي كان يحكم آلهة جبل الأوليمب باعتباره الأب الوريث، وكان يطلق عليه "إله السماء" الذي يخشاه الإغريق كثيرا، لأنه يتحكم في قوى الطبيعة الرهيبة كالبرق والرعد، وعادة ما كانوا يصوروه على هيئة رجل ملتح وقور يحمل في يده الصاعقة، وعلى اليد الأخرى يقف نسر ضخم فارد جناحيه، أو جالسا يمسك صولجانه وبجوار قدمه يقف ذلك الطير

يعتبر نسر أذون أضخم أنواع النسور المجنحة في العالم، فقد وصف بأنه أطولها على الإطلاق، فيبلغ طول جسمه ما بين 95 إلى 115 سم، كما يصل طول جناحيه من 2.5 إلى 2.9 متر، ويتراوح وتر جناحيه من 71.5 إلى 85.5 سم، والذيل من 33 إلى 36 سم، أما المنقار فيصل إلى 10 سم.

يتميز نسر أذون برأس أصلع، يتدرج لونه بين اللون الأحمر في الأنواع الموجودة في جنوب أفريقا، إلى اللون الوردي الباهت في الأنواع التي تنتشر في شمال أفريقيا، أما الأنواع الموجودة في شبة الجزيرة العربية فيأخذ الجزء الخلفي من الرأس اللون الوردي، بينما تكون مقدمة الجبهة من اللون الرمادي، وعادة ما يكون لون ريش الظهر والجناحان أسود يتخلله اللون البني، في حين يتدرج لون البطن من البني الفاتح إلى البرتقالي حتى الأبيض النقي، وعادة ما يشاهد على الأرض أو طائرا على ارتفاع 4500 متر

بما أنّ معظم طيران النسر هو انسيابي، فإنّه يحتاج إلى هواء دافئ للطيران. في ساعات الصباح، عندما يكون الهواء باردًا يقضي النسر عدة ساعات في العناية بريشه وتمشيطه تحضيرًا ليوم القتال. بعد تسخّن الهواء تخرج النسور من الجبال التي نامت فيها ليلاً وتنتشر للبحث عن الغذاء، في رحلة البحث هذه بإمكان النسور الابتعاد عشرات الكيلومترات عن مساكنها.

بما أنّ النسر لا يتغذّى على الفريسة الحية، فهو لا يحتاج إلى مخالب حادّة، وفعلاً فإنّ مخالبه قصيرة مقارنةً بطيور جارحة أخرى. الجناحان طويلان وواسعان وملائمان للطيران الانسيابي لمسافات بعيدة. تجد النسور الجيفة بواسطة حاسة بصرها الدقيقة، فالنسر أثناء طيرانه يمكنه مشاهدة جيفه في حقل مفتوح عن بُعد عدة كيلومترات، عندما يرى النسر جيفة فإنّه يغوص إليها بسرعة كبيرة، النسور الأخرى التي ترى ما يفعل صديقها تفهم أنّ هناك غذاءً وتطير هي أيضًا إلى الجيفة.

تأكل النسور التي تصل إلى الجيفة بأولوية ثابتة: الكبار أوّلاً ثم الصغار، أحيانًا تنشب معارك بينها فيما يتعلّق بأولوية الأكل بين نسور من نفس السن ومتكافئين في القوة. بعد الأكل تنظّف النسور نفسها من بقايا الطعام. في أوقات متقاربة وبسبب الأكل الكثير لا تتمكّن النسور من الطيران، وعليها الانتظار حتى هضم الغذاء قبل أن تتمكّن من الطيران ثانيةً. بسبب عدم وفرة الغذاء للنسر، فإنّ بإمكانه أكل كميات كبيرة جدًا مرّة واحدة، لأنّه لا يضمن إيجاد طعامه في المرة القادمة.

النسر طائر اجتماعي، فهو يحتضن البيض ويعيش في مساكن في الجبال العالية، يصعب على المفترِسات الوصول إليها. العلاقة بين الزوجين لدى النسور تمتد طيلة الحياة، كما يبدو. يبدأ الزوجان بالمغازلة في بداية الشتاء، عندما تقوم النسور بتمشيط بعضها البعض وتقوم أيضًا بطيران استعراضي، أثناء هذا الطيران الانسيابي يتلامس جناحيهما. عشّ النسور عبارة عن جمع من الفروع القليلة والحشايا، تضع الأنثى بيضة واحدة فقط، ويشترك الزوجان في حضنها. يفقس الفرخ بعد 55 يومًا من الحضن، تكون عيناه مفتوحتان أثناء الفقس ومغطّى بريش ناعم أبيض. بعد أكثر من عشرة أيام من العناية الكاملة يترك الفرخ العشّ ويبدأ حياته المستقلة.



تعليقات

  1. طائر كبير جارح يعمل على اكل الجيف للقضاء على الاوبئة والامراض اى يحافظ على التوازن البيئى

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Marsa Matrouh

the Bull

Saudi