إسبانيا
إسبانيا
يحد إسبانيا من الغرب البرتغال، بينما يحدها من الجنوب جبل طارق (أقليم ما وراء البحار البريطاني) والمغرب عبر مكتنفات سبتة ومليلية وجزيرة قميرة في شمال أفريقيا. من الشمال الشرقي وعلى طول سلسلة جبال البرانس تحدها فرنسا وإمارة أندورا.
تضم إسبانيا أيضاً جزر البليار في البحر الأبيض المتوسط وجزر الكناري في المحيط الأطلسي وعدداً من الجزر غير المأهولة على الجانب المتوسطي من مضيق جبل طارق، والمعروفة باسم بلاثاس دي سوبيرانيا، أي المواقع السيادية، مثل جزر إشفارن وجزيرة البران وصخرة الحسيمة وجزيرة تورة. على طول جبال البرانس في كتالونيا، توجد بلدة صغيرة تدعى ليفيا على شكل مكتنف ضمن الأراضي الفرنسية. أما جزيرة لوس فيسانيس في نهر بيداسوا فهي ذات حكم إسباني فرنسي مشترك.
يهيمن على البر الإسباني الرئيسي الهضاب المرتفعة وسلاسل الجبال مثل سييرا نيفادا. يمتد من هذه المرتفعات عدة أنهار رئيسية مثل نهر تاجة وأبرة ودويرو ونهر يانة والوادي الكبير. توجد السهول الغرينية على طول الساحل وأكبرها في الوادي الكبير في أندلوسيا.
بسبب موقع إسبانيا وتقسيم تضاريسها يمكن ملاحظة ثلاثة مناطق مناخية رئيسية. أولاها منطقة البحر الأبيض المتوسط المناخية والتي تتميز بصيف جاف ودافئ. وفقاً لتصنيف كوبين المناخي فإن هذه المنطقة المناخية هي السائدة في شبه الجزيرة مع نوعين: مناخ البحر الأبيض المتوسط النمطي والموجود في معظم أنحاء البلاد، المناخ المتوسطي الغاليسي (غاليسيا وقشتالة الشمالية الغربية)، حيث الصيف أقل حرارة نظراً لقرب المنطقة من المحيط أو بسبب الارتفاع عن سطح البحر.
أما المناخ شبه الجاف فيوجد في الربع الجنوبي الشرقي من البلاد، وخاصة في منطقة مرسية وفي وادي أبرة. وبعكس المناخ المتوسطي يمتد موسم الجفاف إلى ما بعد فصل الصيف. ثالث الأقاليم المناخية هو المناخ المحيطي والذي يتميز بدرجات حرارة صيفاً وشتاء تتأثر بالتيارات المحيطية كما لا يوجد جفاف موسمي.
في الشريط الساحلي بالقرب من بلاد الباسك وأستورياس وفي بعض المرتفعات، يوجد نوع "جنوبي" منه بفارق بسيط، حيث تكون درجات الحرارة في الصيف أعلى قليلاً (متوسط درجات الحرارة في يوليو بين 20-22 درجة مئوية (68.0-71.6 درجة فهرنهايت) وتفوق أعاصيره شمال غرب أوروبا) - (متوسط درجات الحرارة في يوليو 21 درجة مئوية (69.8 درجة فهرنهايت) في سانتاندر، مقابل 16 درجة مئوية (60.8 درجة فهرنهايت) في بريست أو ليفربول).
بالنسبة لبعض المؤلفين، تمتلك غاليسيا مناخاً محيطياً أيضاً، بسبب انخفاض درجات الحرارة في الصيف مما هي عليه في مناخ البحر الأبيض المتوسط النمطي. مع ذلك، فإنه كثيراً ما تندلع حرائق الغابات في شمال غرب إسبانيا بسبب الجفاف في الصيف، وتسطع فيها الشمس لفترات أطول من المناطق المتأثرة بالمناخ المحيطي النموذجي
استفادت إسبانيا في نموها الاقتصادي الأخير كثيراً من الطفرة العقارية العالمية، حيث شكل قطاع البناء معدلاً مذهلاً عند 16 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي وأمن وظائف لـ 12 ٪ من العمالة في عامها الأخير. وفقاً لحسابات صحيفة دي فيلت الألمانية، كانت إسبانيا في طريقها لتجاوز دول مثل ألمانيا في نصيب الفرد من الدخل بحلول عام 2011.
رغم ذلك فإن الجانب السلبي من الطفرة العقارية المنحلة كان ارتفاع مستويات الديون الشخصية حيث عانى مالكو المنازل في دفع أقساطهم، كما تضاعف متوسط مستوى ديون الأسر ثلاث مرات في أقل من عقد من الزمان. وضع هذا ضغطاً كبيراً على الطبقات ذات الدخل المتوسط والمنخفض. بحلول عام 2005 وصلت نسبة المديونية إلى متوسط الدخل إلى 125 ٪، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تكلفة الرهون العقارية والتي غالباً ما تجاوزت القيمة الفعلية للعقارات
خلال العقود الأربعة الماضية نمت صناعة السياحة الإسبانية لتصبح ثاني أكبر قطاع سياحي في العالم، حيث تبلغ قيمتها حوالي 40 مليار يورو أي 5٪ تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2006. يساهم المناخ والمعالم التاريخية والثقافية وموقعها الجغرافي بالإضافة إلى مرافقها في جعل السياحة من الصناعات الرئيسية في إسبانيا وأن تكون مصدراً كبيراً لعمالة مستقرة. يتطلب نظام النجوم في تصنيف الفنادق في إسبانيا متطلبات أكثر من البلدان الأوروبية الأخرى مما يجعل من الفنادق الإسبانية ذات قيمة أعلى
تشير العمارة الإسبانية إلى العمارة التي نفذت خلال أي حقبة في ما هو الآن في إسبانيا، وعلى يد المهندسين المعماريين الإسبان في جميع أنحاء العالم. يشمل هذا التعبير المباني ضمن الحدود الجغرافية الحالية لإسبانيا حتى قبل أن تعطى التسمية الحالية سواء كانت تسمى هسبانيا أو الأندلس أو خلال حكم الممالك المسيحية.
نظراً للتنوع التاريخي والجغرافي للبلاد فإن العمارة الإسبانية متنوعة ومرت بمجموعة من المؤثرات الرومانسكية والقوطية والأندلسية. أسس الرومان مدينة قرطبة وبنيتها التحتية الواسعة، حيث أصبحت قرطبة عاصمة ثقافية تضم لاحقاً الطراز المعماري الأندلسي الراقي خلال حكم الدولة الأموية. استمر الطراز المعماري الأندلسي التالي في التطور تحت حكم السلالات الأندلسية المتعاقبة والتي انتهت مع بني نصر الذين بنوا مجمع القصر الشهير باسم الحمراء في غرناطة
تعليقات
إرسال تعليق