مالطا
مالطا

مالطا / هي دولة أوروبية تقع في البحر الأبيض المتوسط، وهي واحدة من أصغر دول العالم وأكثرها من حيث الكثافة السكانية. عاصمة البلاد هي فاليتا، وهي أصغر عواصم دول الاتحاد الأوروبي؛ حيث تبلغ مساحتها 0.8 كم².

تتمتع مالطا بمناخ متوسطي، وتقع ضمن المناطق شبه الاستوائية، فيكون الطقس دافئ وممطر شتاءً، وحار وجاف صيفًا. معدل درجات الحرارة السنوي يتراوح بين 16 و 23 درجة مئوية. نسبة هطول الأمطار تبلغ زهاء 500 مم، معظمها يسقط في أشهر الشتاء. معدل عدد ساعات شروق الشمس في مالطا أكثر من 3 آلاف ساعة سنويًا، وهو واحد من أعلى المعدلات في مالطا، بمتوسط 12 ساعة يوميًا في يوليو و5 ساعات في ديسمبر.

تقع مالطة جغرافيًا ضمن قارة أفريقيا، لكنها سياسيًا تقع ضمن قارة أوروبا. إيطاليا هي أقرب دولة أوروبية بالنسبة لها وتونس وليبيا من أقرب الدول الأفريقية لها.
البلاد تتكون من ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي: مالطة، جوزو وكومينو، والجزر غير المسكونة: كمونات، فلفلة وجزيرة القديس بولس. نشأت هذه الجزر كبقايا للوصل الجغرافي الذي كان يوما ما يربط قارتي أوروبا وأفريقيا.

عدد سكان مالطا يراوح الأربعمائة ألف نسمة. بسبب صغر مساحة البلاد، فإن نسبة الكثافة السكانية تعد عالية جدا، حيث تبلغ حوالي 1200 نسمة للكم المربع. هذه النسبة تجعل منها ثالث أعلى بلد بالعالم من حيث الكثافة السكانية. 94% من سكان البلاد يسكنون في المدن. كما تبلغ نسبة الأجانب حوالي 5% من مجموع السكان. يبلغ عدد سكان جزيرة غودش حوالي ثلاثين ألف نسمة، بينما العدد لا يذكر على جزيرة كمونة.
و نظرا لكون مالطا دولة جزيرة صغيرة المساحة . و هذا عامل قوي في جعلها تبقى على ضعفها قياسا بالدول التي تقاربها وتتمتع بأكبر مساحة . هذه الميزة جعلت من سكانها لا يجدون موارد تساعدهم على الإزدهار أكثر . إذ يبقى مورد اقتصادها الأهم والأكبر هو الصيد البحري و السياحة و رسو سفن البضائع بها للراحة والتزود باحتياجات السفر .
متى تذكر جزيرة إلا ويتبادر للذهن صيد الأسماك ومالطا لا تستثنى من هذا . و ذكر الصيد بها يضعنا أمام اسم مرفأ له صيته وكثرة المتوافدين إليه من صيادين وسياح .مرسى كسولوك و الذي يعني (مرسى سيروكو) الشهير مؤسسوها الأوائل هم الفنيقيون بالقرن التاسع قبل الميلاد بأحد خلجان الجزيرة أين يرى الزائر مجموعة كبيرة من زوارق الصيد الملون بالألوان الطبيعية ترسو محملة بأنواع كثيرة من الأسماك.
و اللون الأحمر يرمز للشمس والأصفر لشجاعة الصيادين والأخضر للأمل والحظ و الأزرق للبحر . و الكثير من الزوارق نراها تحمل صورا على جدرانها ل( أعين اوزريس) الآتي من تراث الفنيقيين والحافظ لهم من هيجان البحر . رغم أن من يقطن بجوار البحر المتوسطي له تاريخ مشترك به دفع فيه نصيبه من الإقتتال والقرصنة .
و مرسى كسولوك ليست مستثناة من هذا والآثار و الأثر الفينيقي بها لا يزال راسخا بذكراه على مر الأزمنة والدهور برغم تحصنه والذي ركب إليه الفنيقيون والإغريق ثم الرومان ثم جاءت هجرة أكثر من 40000 من الأتراك إليه سنة 1565 و بعده أي سنة 1798 حل به نابليون بونابرت و أخيرا غزو للجزيرة كان لـ الألمان إبان الحرب العالمية الثانية .
لـ مالطا سياحة نوعا ما متطورة رغم قلة الإمكانيات وصغر البلد مساحة . و لكن لها مداخيل قد تفي بحاجة المتعاملين بالسياحة والشيء الذي كان سببا رئيسا في توافد السياح عليها هو مناخها المعتدل شتاء ومعدل درجات الحرارة 10 درجات مئوية واللطيف بسائر فصول السنة الأخرى، وهذا ما يجعل السياح الإنجليز يتوافدون إليها بشهري أبريل و أكتوبر بكثرة .
كما أن درجة الحرارة بسائر مناطقها لا تتعدى 30 درجة مئوية وهذا عامل آخر يزيد في تقاطر السياح عليها. إذ رغم عدم توفرها على شواطئ رملية بالقدر الكافي نظرا للتكوين الطبيعي لها الذي يتميز بتواجد شواطئ صخرية وعمق لهذه الأخيرة مما يدفع عنها الإصطياف . و لكن لهذه فائدتها إذ تستعمل في رياضة الغوص واصطياد اللؤلؤ والأصداف البحرية والمرجان . كما تستقل أيضا بتوافد الوفود الرياضية التي تقيم بمدنها وفنادقها ومخيماتها فترات تدريبية يكون فيها الجو مساعدا .
وتشتهر مدينة فاليتا و مانيها بتوفر فنادق وشواطئ رملية إلا أنها قليلة مساحة .و الملفت للنظر أن السلطات المالطية تسهر على المحافظة على النمط الموروثي الذي يعاقب كل معتدي . إذ لا تكاد ترى بجزرها من يكشف عن ألبسة شبه عارية وشواطئها كلها لا تجد بها مظاهر العري الذي تجده بشواطئ بلدان أوروبا .
و قد لا تعتمد السياحة الداخلية والخارجية على الشواطئ وفقط، بل تتعداه إلى المنابع الساخنة التي تتواجد بكثرة عبر الجزيرة وهي مورد للكثير من سكانها، لأن سكانها اعتادوا ومن أزمنة مبكرة على مثل هذه السياحة واعتبروها موردا لا يستغني عنه أحد في التشافي والتطبيب الطبيعي . و إلى جانب هذين الموردين تبقى زيارة الكنائس والأحصنة و القلاع القديمة والأثار و الهياكل التي أسست من طرف أقوام تحكموا بهذه الأرض من صقليين إلى رومان و ارغون و عرب فاتحين .
تشتهر مالطا أيضا بالسياحة التعليمية، فيمكن تعلم اللغة الإنجليزية فيها وممارسة التحدث بها. بعض البلاد ترسل فصولا من الطلبة إلى مالطا لإتقان التحدث باللغة الإنجليزية، لمدة أسبوعين مثلا. يستفيدون من تلك الممارسة ما ينفعهم في حياتهم العملية إلى جانب النجاح في المدرسة.
تتميز مالطا بقدرتها السياحية الكبيرة رغم قلة إمكانياتها وصغرها في المساحة
ردحذف