بوركينا فاسو
بوركينا فاسو

بوركينا فاسو/ دولة في غرب أفريقيا، تحيطها ستة دول هي مالي من الشمال، النيجر من الشرق، بنين من الجنوب الشرقي، توغو وغانا من الجنوب وساحل العاج من الجنوب الغربي. تقع ضمن دول الصحراء الكبرى في أفريقيا.

أرضها هضبة من الصخور النارية والمتحولة، تغطيها الصخور الرسوبية، وتنتشر فوقها بعض القمم والجبال الانكسارية، وأعلى قممها جبل رتناكويرو (747 متراً )، وتجمع أرضها أودية نهرية عديدة، ويصرف معظمها إلى نهر فولتا مثل فولتا الأبيض وفولتا الأحمر وفولتا الأسود، وتنتشر المستنقعات في المناطق المنخفضة مثل مستنقع (جوروما) موطن ذبابة تسي تسي الضارة.

تعد بوركينا فاسو هضبة شاسعة بعيدة عن الساحل. يتراوح ارتفاعها ما بين 200 إلى 700 م فوق سطح البحر. تغطي الأراضي العشبية الغابية معظم البلاد وتوجد مستنقعات في الجنوب الشرقي وتلال تغطيها الغابات في الغرب. تشق الأنهار وديان عديدة في الهضبة، حيث تجري إلى الجنوب أنهار فولتا الأسود، وفولتا الأحمر وفولتا الأبيض نحو بحيرة فولتا الغانيّة، وتصب أنهار صغيرة من جهة الشرق في نهر النيجر. معظم أراضي بوركينا فاسو صخرية جافة وتربتها خفيفة ولا تحتفظ بالمياه، وسرعان ما تفقد ما تحصل عليه من الأمطار التي تتراوح كميتها ما بين 75 سم و120 سم في السنة.

مناخ بوركينا فاسو من الطراز المداري ، صيفه مطير وجاف في الشتاء ،يقل المطر في الجنوب الغربي ويزداد في الشمال الشرقي ،ترتفع حرارته في الصيف ،وهكذا يتميز مناخها بفصلين ، شتاء جاف ، وصيف مطير يمتد من يونيو إلى سبتمبر ، وتغطي حشائش السافانا والشجيرات مساحة كبيرة من أرضها .
تعد تربية الأبقار النشاط الأكثر أهمية في اقتصاد بوركينا فاسو. يوجد فيها ما بين 2 و3 ملايين رأس من الأبقار والماعز والأغنام. يشكل تصدير المواشي ما بين ثلث إلى نصف عائد الصادرات.
توجد معظم الأراضي الصالحة للزراعة في أودية الأنهار. يستغل المزارعون جلّها تقريبًا لزراعة المحاصيل الغذائية، مثل: الفول، والذرة الشامية، والدخن، والأرز، والذرة، والفونيو وهو عشب بري حامض تستخدم بذوره حبوبًا غذائية. أما المحاصيل النقدية فهي القطن، والفول السوداني وجوز الشيا وهو نبات تحتوي بذوره على دهن يستخدم في صناعةالصابون.
تصدر بوركينا فاسو المواشي إلى ساحل العاج وغانا، والقطن وجوز الشيا إلى فرنسا، وتستورد الغذاء والمعدات الزراعية من فرنسا ومن الدول الأعضاء في الجماعة الأوروبية. يذهب العديد من الشبَّان إلى غانا وساحل العاج للعمل في مزارع الكاكاو والبن لمدة عامين أو ثلاثة، وفي المدن لمدة عامين. ويشكل ما يبعثون به من مال إلى وطنهم جزءًا مهمًا من الدخل في بوركينا فاسو.
يربط خط للسكة الحديدية بين أوجادوجو وأبيدجان بساحل العاج، ويوجد مطار في واجادوجو وفي بوبو ديولاسو.
ينتمي معظم سكان بوركينا فاسو إلى إحدى المجموعتين الثقافيتين الرئيسيتين، الفولتيك والماندي. وتشمل مجموعة الفولتيك شعوب الموساي، والبوبو، والجورونسي واللوبي. يشكل شعب الموساي حوالي نصف سكان البلاد. وكانوا قد أنشأوا مملكة لها حكومة مركزية يرأسها (المورو نابا) زعيم الموساي، استمرت لأكثر من 800 عام، ولا يزال أحد المورو نابا يترأس محكمة في أوجادوجو مدينة المورو الرئيسية.
ومعظم الموساي مزارعون يسكنون الأجزاء الوسطى والشرقية لبوركينا فاسو، حيث تسكن كل أسرة من الموساي في بيري، وهي مجموعة من الأكواخ تشيد من اللبِن تحيط بفناء صغير تحتفظ الأسرة فيه بالأغنام والماعز.
يشكل كل من البوبو، والجورونسي واللوبي منفردين أقل من 10% من السكان. يسكن شعب البوبو الجنوب الغربي حول بوبو وبولاسو، ويقطنون قرى كبيرة حيث يشيدون منازل تشبه القلاع، جدرانها مبنية من طوب اللبن وسقوفها من القش. وتبنت مجموعة الجورونسي التي تسكن حول كودوجو التغيرات الحديثة بسرعة أكبر من شعوب الموساي. يسكن شعب اللوبي في منطقة جاوا، وقد كانوا منذ أمد طويل صيادين بارعين ومزارعين مهرة، إلا أنهم الآن يهاجرون للعمل في المدن والمناطق المحيطة بها.
تشمل مجموعة الماندي، شعوب البوسانسي، والماركا، والسامو، والسنوفو. هذه الشعوب فروع لمجموعات الماندي التي تسكن في مالي وغينيا وفي شمال ساحل العاج. يوجد في بوركينا فاسو عدة آلاف من الرعاة الرحل من الفولاني والطوارق، ويتجولون بخرافهم وماعزهم وبعض المواشي الأخرى في المناطق الرعوية في الجزء الشمالي من بوركينا فاسو. وهناك أيضًا عدد قليل من التجار الهوسا الذين يسكنون المناطق الحضرية.
بوركينا فاسو (فولتا العليا) يعد تاريخ شعوب الموساي أطول تاريخ بين شعوب بوركينا فاسو، وقد أنشأ الموساي القاطنون منطقة ياتنجا شمال غرب واگادوگو مملكة قوية التنظيم خلال القرن الرابع عشرالميلادي. ونقلوا عاصمتهم عند منتصف القرن الخامس عشر إلى واجادوجو. وكانت لديهم قوات عسكرية صدت في القرن السادس عشر غزاة دولة صنغي الأشداء القادمين من دولة مالي حاليًا، وقد أضعفت الهجمات مملكة الموساي، ثم بدأت في الانهيار.
تعد بوركينا فاسو واحدة من 12 بلداً لم تتمكن من القضاء على دودة غينيا بعد. لا يزال فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ينتشر في صفوف الشباب
ردحذف