جمهورية افريقيا الوسطى

جمهورية افريقيا الوسطى


جمهورية أفريقيا الوسطى / هي بلد غير ساحلي في وسط أفريقيا. تحدها تشاد في الشمال والسودان في الشمال الشرقي، وجنوب السودان في الشرق، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو في الجنوب والكاميرون في الغرب. وهي تغطي مساحة حوالي 620,000 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها ب حوالي 4.4 مليون اعتبارا من عام 2008.


توجد جمهورية أفريقيا الوسطى في قلب القارة وفي منتصف المسافة تقريباً بين شمال القارة وجنوبها، وهي دولة داخلية، وأقرب السواحل منها يبعد عنها ألف كيلومتر، تحدها جمهورية السودان من الشمال الشرقي وجنوب السودان من الشرق وتشاد من الشمال، وزائير والكونغو من الجنوب، والكاميرون من الغرب. أرضها هضبة متوسطة الارتفاع (600 م – 1000 م) تبرز بها بعض القمم العالية، وتعتبر هذه الهضبة منطقة تقسيم المياه بين حوض تشاد في شمالها وحوض الكونغو في جنوبها.


مناخ أفريقيا الوسطى ينتمي إلى المناخ المداري، وهو طراز حار رطب تتساقط أمطاره في الصيف ثم يعقبه فصل الجفاف، وتقل الأمطار في شمال البلاد، وتزداد الحرارة في هذا النطاق، والغطاء النباتي يتمثل في الغابات المدارية في جنوب أفريقيا الوسطى، تتدرج إلى حشائش السافانا في الشمال.


يعتمد اقتصاد البلد على الزراعة كحرفة السكان الأولى ويعمل بها حوالي 65% من القوة العاملة ورغم هذا لايزرع من أرضها سوى (2%) وتنتج الذرة الرفيعة والأرز والفول السوداني، وتقوم الشركات الأجنبية باستغلال زراعة القطن والبن والمطاط ونخيل الزيت وتلي حرفة الزراعة حرفة الرعي غير أن ذبابة تسي تسي (أو الاسنة) تحد من تربية الماشية في الجنوب، ويستخرج الماس والقليل من الذهب، وتوجد خامات اليورانيوم، وتعتبر الأنهار أهم سبل المواصلات لاسيما نهر أوبانجي الذي يصلها بالعالم الخارجي عن طريق نهر الكونغو ، وأفريقيا الوسطى من أفقر الدول ويعتمد معظم اقتصادها على المعونات.

حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعيش 62,4% من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى ب 1,25 دولار أمريكي في اليوم . أرقام عن عدد الأنفس التي تعيش دون خط الفقر غير متوفرة.

حسب تقرير كتاب حقائق العالم فإن نسبة المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى هي 15%، بينما يتديّن 25% منهم بالبروتستانتية و25% تابعين للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، في حين يعتنق 35% من سكان الجمهورية معتقدات أفريقية محلية، كما يشير التقرير إلى أن الإحيائية تؤثر بشكل قوي في معتقدات وطقوس أغلبية المسيحيين ويتحدث تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عن عملية إدماج بين المعتقدات الروحانية ومعتقدات أغلبية المسيحيين.

بينما تقدّر دراسة سيد عبد الكريم بكر في كتابه الأقليات المسلمة في أفريقيا، أن نسبة المسلمين يناهز ثلث عدد السكان، وينتشر الإسلام بين الجماعات المستعربة وجماعات البيل والبورورو ظن كما ينتشر بين الجماعات التي تعيش في الشرق والوسط، تأثرت أفريقيا الوسطي بالممالك الإسلامية المجاورة لها، والتي قامت في شمال شرقي بحيرة تشاد في القرن الخامس الهجري.

تنشط العديد من الجماعات التبشيرية داخل البلد بما في ذلك جماعات لوثرية، معمدانية، كاثوليكية إضافة إلى منصرين تابعين لكنائس النعمة الإخوانية  وآخرون من شهود يهوه. ومع أن هؤلاء المبشرين في الغالب من الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، إيطاليا وإسبانيا، إلا أن هناك جماعات تبشيرية تأتي من نيجيريا، جمهورية الكونغو ودول إفريقية أخرى. عندما إندلعت المواجهات القتالية بين المتمردين والحكومة في 2012 و2013 غادرت هذه البعثات التبشيرية البلد، لكن الأغلبية رجعت الآن لتستكمل عملها

تضاعف عدد سكان جمهورية أفريقيا الوسطى رباعياً منذ نيل الاستقلال، ففي 1960 كان عدد السكان 1,232,000 وبعد 50 سنة، أي بحلول 2010، يصبح عدد السكان حسب ما تشير إليه بيانات «ترادينغ إيكونومكس» 4,27 مليون نسمة، بينما يصل عدد السكان حاليا تقريبا 4,53 مليون نسمة.

حسب تقديرات الأمم المتحدة هناك 11% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 مصابين بفيروس الإيدز، في حين تشير بيانات صندوق الأمم المتحدة للطفولة إلى أن معدل انتشار هذا الفيروس بين الكبار في الجمهورية مرتفع إذ يتجاوز 13% مما يؤدي إلى انتشار أطفال الشوارع حيث أدى الإيدز إلى تيتُّم أكثر من 100 ألف طفل. لا يستفيد من العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية إلا 3% فقط، مقارنة بتغطية 17% من المصابين في دول الجوار تشاد وجمهورية الكونغو.

مجتمع جمهورية أفريقيا الوسطى مجتمع غني بالتنوع العرقي واللساني حيث يتكون من 80 مجموعة عرقية وكل مجموعة تتواصل بلسانها الخاص. وهكذا تُعد جماعات البايا والباندا والماندجيا والمبوم والمبكا والياكوما والفولا أكبر التجمعات العرقية في البلد، وآخرون أوروبيون أغلبهم منحدرين من أصول فرنسية. 

تعيش فيها جماعات قزمية قديمة منعزلة، كما تجمع بين سكانها عنصرين زنجيين رئيسين فمن البانتو الماندا واليايا في غرب البلاد ومنهم أيضاً الباندا والسر في الوسط والشرق والأزندي والأوبنجي في الجنوب، ومن الزنوج السودانيين القبائل التي تعيش في الشمال والشرق، وتعيش الجماعات المستعربة في الشمال فمن البربر جماعات البيل والبورورو ويسكنون المرتفعات الغربية.


تميّزت هذه الفترة بحدوث انقلابات عسكرية كان آخرها انقلاب ميشيل دجوتوديا، بدعم من حركة سيلكا، تدخلت فرنسا على الفور وحرضت السكان المسيحين، وبدأت شرارة الاقتتال في مارس 2013 عندما أطاح مُسلحو تحالف سيليكا، الذين أغلب عناصرهم من المسلمين، بالرئيس المسيحي "فرانسوا بوزيزى" الذي تناصره ميليشيات "مناهضو بالاكا" المسيحية والمدعومة فرنسيا. 

و يقدر تعداد مقاتلي سيليكا بنحو 25 ألف مقاتل وفق بعض التقديرات، ويتزعم الائتلاف ميشال دجوتوديا (الذي كان يحمل اسم "محمد ضحية"، قبل أن يغير اسمه)، وهو أول رئيس مسلم، تولى الحكم بعد سيطرة قواته على العاصمة والقصر الرئاسي وفرار الرئيس المسيحي (فرانسوا بوزيزي)، في 24 مارس 2013. في 13 سبتمبر 2013، قام الرئيس دجوتوديا رسميًا بحلّ قوات "سيليكا"، كما تم الإعلان عن دمج بعض مقاتليهم في الجيش.. لكن على ما يبدو لم يفلح الحل، ولم يكن الدمج في الجيش فعالاً، فبقيت القوات محتفظة بقياداتها وبتماسكها.

 في ال9 من ديسمبر 2013، أقدمت القوات الفرنسية بالتعاون مع القوات الإفريقية الموجودة في البلاد على نزع أسلحة أكثر من سبعة آلاف من مقاتلي سيليكا، ووضعهم في ثكنات مختلفة بالعاصمة. وهو إجراء أغضب المسلمين، باعتبار أن هذه القوات كانت تمثل لهم شيئًا من الحماية في مواجهة الميليشيات المسيحية.

 ولذلك نظم المسلمون احتجاجات في بعض شوارع العاصمة، منددين بالانحياز الفرنسي لصالح المسيحيين، وأقاموا المتاريس بالإطارات والحجارة، احتجاجًا على انتشار القوات الفرنسية، وقالوا إن هذا الأمر يترك المسلمين عزل بدون حماية من ميليشيا (مناهضو بالاكا). كما ظهرت احتجاجات أخرى ضد القوات الفرنسية عقب مقتل ثلاثة من مقاتلي سيليكا في اشتباكات مع الفرنسيين.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Marsa Matrouh

the Bull

Saudi