السلفادور
السلفادور

السلفادور/ أو إل سَلفَدُور هي أصغر دولة في أمريكا الوسطى وأكثرها كثافة سكانية. عاصمة الدولة هي سان سلفادور وهي أكبر مدنها، أما سانتا آنا وسان ميغيل فهي أيضًا مراكز مهمة ثقافيًا وتجاريًا في البلاد وفي أمريكا الوسطى. يحد السلفادور المحيط الهادئ من الغرب وغواتيمالا من الشمال وهندوراس من الشرق.

تقع السلفادور في أمريكا الوسطى. يبلغ مجموع مساحتها 21,040كم2 (8,123 ميل مربع). بذلك تكون أصغر دولة في أمريكا القارية. كما يوجد 320كم2 (123.6 ميل مربع) من المياه داخل حدودها.
تجري العديد من الأنهار الصغيرة عبر السلفادور لتصب في المحيط الهادئ، بما فيها غواسكوران، خيبوا، تورولا، باز، وريو غراندي دي سان ميغيل. فقط أكبر الأنهار، نهر ليمبا، الذي يتدفق من غواتيمالا وهندوراس عبر السلفادور إلى المحيط، يمكن لحركة المرور التجارية عبوره.
تقع بعض البحيرات ضمن الفوهات البركانية، أهمها بحيرة ايلوبانغو (70 كم2 / 27 ميل مربع) وبحيرة كواتيبيكي (26 كم2 / 10 ميل مربع). تعد بحيرة غويخا أكبر بحيرة طبيعية في السلفادور (44 كم2 / 17 ميل مربع). كما تشكلت العديد من البحيرات الاصطناعية نتيجة لبناء السدود على نهر ليمبا، أكبرها ايمبالسي سيرون غراندي (135 كم2).
تشترك السلفادور في الحدود مع غواتيمالا وهندوراس. كما أنها البلد الوحيد في أمريكا الوسطى التي لا تملك سواحل على البحر الكاريبي. أعلى نقطة في البلاد هي سيرو البيتال عند 2,730 م (8957 قدم)، تشترك حدودياً مع هندوراس.

مناخ السلفادور مداري بوجود موسمي رطوبة وجفاف صريحين. تختلف درجات الحرارة مع الارتفاع عن سطح البحر، مع تغيرات موسمية طفيفة. الأراضي المنخفضة عند المحيط الهادئ جميعها حارة، بينما الهضبة الوسطى والمناطق الجبلية أكثر اعتدالا. يمتد موسم الأمطار من أيار إلى تشرين الأول. تقريباً تهطل كافة أمطار السنة خلال هذه الفترة، وتبلغ الكمية السنوية، لا سيما في جنوب البلاد عند المنحدرات الجبلية.

يقدر الناتج المحلي الإجمالي في تعادل القوة الشرائية في عام 2008 عند 43.94 مليار دولار. يشكل قاع الخدمات العنصر الأكبر في إجمالي الناتج المحلي 64.1 ٪، يليه القطاع الصناعي بنسبة 24.7 ٪ في (تقديرات 2008). تقتصر الزراعة على 11.2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي (تقديرات 2008). يقدر معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 1996 بمتوسط سنوي 3.2 ٪ كنمو حقيقي. قدمت الحكومة مؤخراً التزامات بالتحول للسوق الحرة، حيث كان معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي لعام 2007 4.7 ٪.
في كانون الأول 1999، وصل صافي الاحتياطيات الدولية إلى ما يعادل 1.8 مليار دولار أمريكي أو ما يقرب من خمسة أشهر من الواردات. وبامتلاكها لهذا المخزون من العملة الصعبة، قامت الحكومة السلفادورية بوضع خطة التكامل النقدي بداية عام 2001 والتي قضت بأن يكون الدولار الأمريكي عملة قانونية جنبا إلى جنب مع الكولون السلفادوري، كما أن يستخدم الدولار الأمريكي في جميع المحاسبات الرسمية. بهذه الطريقة، فقدت الحكومة قدرتها على فرض السياسات النقدية للسوق الحرة للتأثير على المتغيرات الاقتصادية قصيرة المدى. اعتبارا من أيلول 2007 بلغ صافي الاحتياطيات الدولية 2.42 مليار دولار.
في عام 2004، توقف استخدام الكولون كلياً ولا يستخدم قط في البلاد لأي نوع من المعاملات.
أحد التحديات التي عانى منها الاقتصاد السلفادوري هو تطوير قطاعات اقتصادية جديدة أكثر تنوعا. انتجت البلاد في الماضي الذهب والفضة. ومثلها مثل العديد من المستعمرات السابقة الأخرى، عدت لسنوات عديدة ذات اقتصاد أحادي التصدير (الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على نوع واحد من الصادرات). خلال الحقبة الاستعمارية، قرر الإسبان أن السلفادور ستنتج وتصدر الصباغ النيلي، ولكن بعد اختراع الأصباغ الاصطناعية في القرن التاسع عشر، تحولت السلطات السلفادورية والدولة الحديثة النشأة إلى البن كبند تصدير رئيسي.
كان البن ولعقود عديدة أحد المصادر القليلة للعملة الأجنبية في الاقتصاد السلفادوري. أدت الحرب الأهلية السلفادورية في الثمانينيات وهبوط أسعار البن الدولية في التسعينيات إلى الضغط على الحكومة السلفادورية لتنويع الاقتصاد.
هناك 15 منطقة للتجارة الحرة في السلفادور. أكبر المستفيدين هي صناعة النسيج، حيث توفر 88,700 فرصة عمل مباشرة، وتشمل أساساً توفير العمالة لحياكة وتصنيع الملابس وتصديرها إلى الولايات المتحدة.
وقعت السلفادور اتفاق التجارة الحرة في أمريكا الوسطى (كافتا) (وقعت عليها الدول الخمس في أمريكا الوسطى وجمهورية الدومنيكان) مع الولايات المتحدة في عام 2004. تتطلب كافتا من الحكومة السلفادورية اعتماد سياسات تعزز التجارة الحرة. وقعت السلفادور اتفاقات للتجارة الحرة مع المكسيك وتشيلي وجمهورية الدومينيكان، وبنما.
وزادت من حجم تجارتها مع تلك البلدان. تفاوض كل من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا أيضا على اتفاق للتجارة الحرة مع كندا. في تشرين الأول 2007، بدأت هذه البلدان الأربعة وكوستاريكا مفاوضات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. كما بدأت المفاوضات في عام 2006 للتوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع كولومبيا.
السلفادور هي الدولة الوحيدة في أمريكا الوسطى التي لا يوجد لديها تعداد هام من الأفارقة بسبب افتقارها إلى السواحل على المحيط الأطلسي وبالتالي وصول تجارة الرقيق التي جرت على طول الساحل الشرقي للقارة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجنرال ماكسيمليانو هيرنانديز مارتينيز وضع قوانين عامة في 1930 تحظر على السود دخول البلاد على الإطلاق، لم تُلغَ إلا في الثمانينيات.
من بين المجموعات المهاجرة قليلة العدد التي وصلت السلفادور، يبرز المسيحيون الفلسطينيون. على الرغم من قلة العدد، فإنهم ذوو نفوذ اقتصادي وسياسي في البلاد، كما يتضح ذلك عبر أنطونيو سقا (الرئيس السابق) وخصمه في انتخابات عام 2004، شفيق حنضل. كما تمتلك هذه الجالية شركات تجارية وصناعية وعقارية مزدهرة. العاصمة سان سلفادور ويقطنها حوالي 2.1 مليون نسمة؛ يعيش ما يقرب من 42 ٪ من سكان السلفادور في المناطق الريفية. تطور التمدن بشكل هائل في السلفادور منذ الستينات، ودفع بالملايين إلى المدن مما خلق مشاكل في نمو المدن في أنحاء البلاد.
في النصف الأول من عام 2007 تظهر إحصاءات الشرطة المدنية الوطنية السلفادورية انخفاض معدل جرائم القتل والابتزاز، فضلا عن السطو وسرقة السيارات. تراجع معدل جرائم القتل في عام 2007 بنسبة 22 ٪، والابتزاز بنسبة 7 ٪، والسطو وسرقة السيارات بنسبة 18 ٪، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2006. لكن في عام 2009، ارتفعت جرائم القتل والابتزاز بحوالي 30 ٪ أكثر مما كانت عليه في 2008 وفقا لبعض الإحصاءات.
اعتبارا من عام 2004، بلغ عدد السلفادوريين المغتربين 3.2 مليوناً، حيث تشكل الولايات المتحدة المقصد المفضل للسلفادوريين الباحثين عن فرصة اقتصادية أكبر. يعيش السلفادوريون أيضاً في البلدان المجاورة .
مثل بليز وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا. هاجر أغلب المغتربين خلال الحرب الأهلية في الثمانينيات لأسباب سياسية ولاحقاً بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية. من البلدان الأخرى ذات الجاليات السلفادورية كندا، المكسيك، المملكة المتحدة (بما في ذلك جزر كايمان)، والسويد والبرازيل وإيطاليا وكولومبيا وأستراليا. يوجد في البلاد مجموعة كبيرة من النيكاراغويين، عددهم 100,000 وفقا لبعض الأرقام، الكثير منهم من المهاجرين الموسميين.
تتمتع مدينة سلفادور بالموسيقى المعاصرة والفن الذي يُقدم وسط طراز معماري ظل كما هو محتفظًا برونقه منذ القرن السابع عشر.
ردحذف