فنلندا

فنلندا



فِنْلَنْدَا / هي بلد شمالي يقع في المنطقة الفينوسكاندية في شمال أوروبا. يحدها من الغرب السويد، والنرويج من الشمال وروسيا في الشرق، بينما تقع إستونيا إلى الجنوب عبر خليج فنلندا. يقيم حوالي 5.5 مليون شخص في فنلندا حيث تتركز الغالبية في المنطقة الجنوبية.



فنلندا حديثة العهد نسبياً في التصنيع، حيث حافظت على اقتصاد زراعي حتى الخمسينات من القرن الماضي. تلا ذلك تطور اقتصادي سريع حيث أصبحت البلاد دولة رفاه اجتماعي واسع ومتوازن بين الشرق والغرب من حيث الاقتصاد والسياسة العالمية. تتصدر فنلندا باستمرار المقارنات الدولية في الأداء الوطني. 


حيث تتزعم فنلندا قائمة أفضل بلد في العالم في استطلاع مجلة نيوزويك لعام 2010 من حيث الصحة والدينامية الاقتصادية والتعليم والبيئة السياسية ونوعية الحياة. كما تعدّ فنلندا ثاني أكثر البدان استقراراً في العالم  والأولى في تصنيف ليجاتوم بروسبيريتي 2009. في عام 2010، كانت فنلندا البلد السابع الأكثر تنافسية في العالم وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي. تعد فنلندا حالياً ثالث بلد من حيث نسبة الخريجين إلى السكان في سن التخرج العادي حسب كتاب حقائق منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لعام 2010.



أصبحت فنلندا في 29 مارس 1809 دوقية ذاتية الحكم ضمن الإمبراطورية الروسية حتى عام 1917 بعد أن سيطرت عليها جيوش ألكسندر الأول في الحرب الفنلندية. ضم ألكسندر الأول في عام 1811 إقليم فيبورج الروسي إلى دوقية فنلندا. بدأت اللغة الفنلندية خلال الحقبة الروسية بالحصول على بعض الاعتراف. وابتداءً من ستينيات القرن التاسع عشر ظهرت حركة وطنية فنلندية عرفت باسم حركة فينومن. كما نشرت الملحمة الفنلندية الوطنية "كاليفالا" في 1835.

 وحققت اللغة الفنلندية بذلك المساواة مع اللغة السويدية في عام 1892. قتلت المجاعة التي ضربت فنلندا بين 1866-1868 نحو 15٪ من السكان، مما يجعلها واحدة من أسوأ المجاعات في التاريخ الأوروبي. دفعت المجاعة بالإمبراطورية الروسية لتخفيف القوانين المالية وزيادة الاستثمار في العقود التالية وانطلقت التنمية الاقتصادية والسياسية ونمت بسرعة. رغم ذلك كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لا يزال نصف نظيره في الولايات المتحدة وثلث البريطاني.

 في عام 1906، اعتمد الاقتراع العام في دوقية فنلندا. مع ذلك، توترت العلاقة بين الدوقية والإمبراطورية الروسية عندما أقدمت الحكومة الروسية بخطوات لتقييد الحكم الفنلندي الذاتي. على سبيل المثال، كان الاقتراع العام عملياً غير ذي معنى حيث أن القيصر لم يوافق على أي من القوانين التي اعتمدها البرلمان الفنلندي. تطورت الرغبة في الاستقلال بداية بين الليبراليين المتطرفين  والاشتراكيين.

يوجد في فنلندا آلاف البحيرات والجزر — 187,888 بحيرة (أكبر من 500 م2/0.12 فدان) و 179,584 جزيرة. أكبر بحيراتها هي بحيرة سايما التي تعد رابع أكبر البحيرات في أوروبا. المشهد الفنلندي منبسط غالباً مع بعض التلال والقليل من الجبال. أعلى نقطة في البلاد هي هلتي عند 1,324 متر في أقصى شمال لابلاند على الحدود بين فنلندا والنرويج. أما أعلى جبل توجد قمته في فنلندا فهو ريدنيتسوكا بارتفاع 1,316 م ويقع بجوار هلتي. تغطي الغابات 86 ٪ من مساحة البلاد،  وهي أكبر مساحة غابات في أوروبا.

 تتكون عادة من أشجار الصنوبر والتنوب والبتولا والصنوبر وغيرها. فنلندا هي أكبر منتج للخشب في أوروبا ومن بين الأكبر في العالم. يغطي معظم المشهد الفنلندي (75% من مساحة الأرض) الغابات الصنوبرية مثل التايغا والفين مع القليل الأراضي الصالحة للزراعة. النوع الأكثر شيوعاً من الصخور هو الجرانيت. وهو جزء من المشهد في أنحاء البلاد حيث يشاهد عند غياب التربة. 

مخلفات الأنهار الجليدية هي النوع الأكثر شيوعاً من التربة، والتي تغطيها طبقة رقيقة من الدبال من أصل حيوي. يشاهد نمط بودزول في تطور التربة في معظم الغابات باستثناء المناطق التي ذات التصريف المائي الضعيف. يوجد القسم الأكبر من الجزر في الجنوب الغربي في بحر الأرخبيل وهو جزء من أرخبيل جزر أولند وعلى طول الساحل الجنوبي في خليج فنلندا

فنلندا هي واحدة من البلدان القليلة في العالم التي لا تزال مساحتها تتسع. نظراً للتراجع الجليدي الذي يحصل منذ العصر الجليدي الأخير فإن مساحة البلاد تزداد بحوالي 7 كم2 سنوياً. المسافة من أقصى الجنوب في هانكو إلى أعلى نقطة في شمال البلاد عند نوورغام هي 1160 كم (721 ميلاً).

من ناحية التوزع النباتي فإن فنلندا تمتد على المنطقة القطبية الشمالية الأوروبية الوسطى والشمالية من المنطقة حول الشمالية داخل المملكة النباتية الشمالية. وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة، يمكن تقسيم أراضي فنلندا إلى ثلاثة مناطق إيكولوجية: التايغا الإسكندنافية والروسية، والغابات السرماتية المختلطة وغابات البتولا الجبلية المراعي الإسكندنافية. 

 تمتلك فنلندا مجموعة متنوعة وواسعة من الحيوانات. هناك ما لا يقل عن ستين نوعاً من الثدييات المتوطنة ونحو 248 نوعاً من الطيور وأكثر من سبعين نوعا من الأسماك والزواحف وأحد عشر من أنواع الضفادع والزواحف والتي هاجر معظمها من البلدان المجاورة عبر آلاف السنين. من الثدييات البرية واسعة الانتشار في فنلندا الدب البني (الحيوان الوطني) والذئب الرمادي والولفرين والأيل والرنة

أما من بين الطيور فثلاثة هي الأشد لفتاً للنظر وهي بجعة ووبر والبجعة الأوروبية الكبيرة والطائر الوطني الفنلندي الكابركايلي وهو طائر مكسو بالريش الأسود من أسرة الدجاج البري والنسر البومة الأوروبي. يعدّ هذا الأخير مؤشرا على اتصال نمو الغابات القديمة والتي تراجعت بسبب تجزئة المشهد الطبيعي. من الطيور الأكثر شيوعاً هي دخلة الصفصاف والحسون الظالم والجناح الأحمر.

 من بين الأنواع السبعين من أسماك المياه العذبة، البايك الشمالي والجثم وغيرها. لا يزال سلمون الأطلسي المفضل لدى هواة الصيد بالسنارة الطائرة. من الحيوانات المهددة بالانقراض فقمة سايما الحلقية، وهي إحدى ثلاثة فقط من أنواع فقم البحيرات في العالم والتي يقتصر وجودها على نظام بحيرة سايما في جنوب شرق فنلندا وصولاً إلى 300 فقمة فقط اليوم. أصبحت هذه الفقمة شعار الرابطة الفنلندية للحفاظ على الطبيعة.

المناخ الفنلندي ملائم لزراعة الحبوب في المناطق الجنوبية دون الشمال. المناخ في فنلندا قاري رطب شبه بارد يتميز بصيف حار وشتاء قارس. المناخ في جنوب فنلندا معتدل شمالي. الشتاء في جنوب فنلندا (متوسط درجة الحرارة خلال اليوم دون درجة التجمد) يدوم عادة لأربعة أشهر.

 كما يغطي الثلج المشهد من منتصف ديسمبر إلى أوائل أبريل. على الساحل الجنوبي، يمكن أن يذوب الثلج عدة مرات في أوائل الشتاء ليغطي الأرض مرة أخرى. أبرد أيام الشتاء في جنوب البلاد عادة ما تكون دون -20 درجة مئوية بينما تصل أحر أيام يوليو وأوائل أغسطس إلى أكثر من 30 درجة مئوية، رغم ندرة ذلك.

تلعب الغابات دوراً رئيسياً في اقتصاد البلاد، مما يجعلها إحدى رواد منتجي الأخشاب في العالم حيث توفر المواد الخام للصناعات التي تعتمد على الأخشاب بأسعار تنافسية. كما هو الحال في الزراعة، لعبت الحكومة دوراً طليعياً منذ فترة طويلة في مجال الغابات، وتنظيم قطع الأشجار، ورعاية التحسينات التقنية، ووضع خطط بعيدة الأمد لضمان استمرار إنتاج الأخشاب في غابات البلاد. للحفاظ على التميز النسبي لفنلندا في مجال منتجات الغابات.

 تحرص السلطات الفنلندية على زيادة الإنتاج وصولاً للحدود الايكولوجية. في عام 1984 نشرت الحكومة خطة الغابات 2000 والتي وضعتها وزارة الزراعة والغابات. تهدف الخطة تهدف إلى زيادة محاصيل الغابات بنحو 3 في المئة سنوياً، مع الحفاظ على الغابات لأغراض الترفيه وغيرها من الاستخدامات. يوظف القطاع الخاص نحو 1.8 مليون شخص ثلثهم تقريباً حاصل على التعليم الجامعي. بلغت تكلفة موظف القطاع الخاص في الساعة 25.1 يورو في 2004. 

أما في عام 2008 فكان متوسط مستويات الدخل والقوة الشرائية المعدلة مماثلاً لتلك في إيطاليا وألمانيا والسويد وفرنسا. في عام 2006، وظفت الشركات دون 250 موظف 62 ٪ من القوة العاملة ومثلت نحو 49 ٪ من حجم الأعمال الكلي وامتكلت أقوى معدل للنمو. وصل معدل عمالة الإناث مستويات مرتفعة، بينما الفصل بين الجنسين في المهن التي يسيطر عليها الرجال والمهن التي تهيمن عليها الإناث أعلى منه في الولايات المتحدة. 

كانت نسبة العاملين بدوام جزئي إحدى أدنى المعدلات في منظمة التعاون والتنمية في عام 1999. بلغ معدل العمالة 68 ٪ ومعدل البطالة 6.8٪ في أوائل عام 2008. كان نحو 18 ٪ من السكان خارج سوق العمل في سن ال 50 بينما كان العاملون في سن ال 61 أقل من الثلث. تعد المعاشات التقاعدية غير الممولة وغيرها من الوعود مثل التأمين الصحي اهتماماً وعالة تهيمن على الخطط المستقبلية.

 على الرغم من أن فنلندا أفضل استعداداً بكثير من دول مثل فرنسا أو ألمانيا. تراجع الدين العام إلى حوالي 32 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2007. بينما كان متوسط معدلات التوفير في عام 2007 للأسر نحو -3.8 وبلغت ديونها 101 ٪ من الدخل السنوي القابل للإنفاق، وهو مستوى نموذجي في أوروبا. كما كانت ملكية المنازل بمعدل 60 ٪.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Marsa Matrouh

the Bull

Saudi