نيوزيلاندا

نيوزيلاندا



نيوزيلندا / هي دولة جزرية تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ وتتألّف من جزيرتين رئيسيتين ومجموعة من الجزر الصغيرة عددها حوالي 600 جزيرة أبرزها جزيرة ستيوارت وجزر تشاتام. الاسم الأصلي لنيوزيلندا بلغة الماوري هو أوتياروا والتي تعني أرض السحابة البيضاء الطويلة. تضم نيوزيلندا أيضاً جزر كوك ونييوي وتوكلو وتابعية.



تشكل نيوزيلندا جزءا من قارة زيلانديا وهي قارة صغيرة مغمورة تقارب في مساحتها نصف حجم دولة أستراليا كانت قد غرق معظمها (93% منها) تدريجيا في أعماق المحيط الهادئ بعد انفصالها عن قارة غندوانا العظيمة. وتبرز نيوزيلندا بعزلتها الجغرافية حيث تقع على بعد حوالي 1,500 كيلومتر (900 ميل) جنوب شرق قارة أستراليا عبر بحر تسمان وعلى بعد 1,000 كيلومتر (600 ميل) عن جيرانها الأقرب إلى الشمال كاليدونيا الجديدة وفيجي وتونغا

يوجد في نيوزيلندا حيوانات مميزة تهيمن عليها الطيور، والتي انقرض العديد منها بعد وصول البشر والثدييات التي أدخلوها. تعود أسباب تنوع التشكيل الطبوغرافي لنيوزيلندا وقمم جبالها الحادة على غرار جبال الألب الجنوبية إلى الزيادة التكتونية للأراضي والثورانات البركانية.



غالبية سكان نيوزيلندا من أصل أوروبي (74%) ، بينما الماوري الأصليون هم أكبر أقلية 15%. يشكل الآسيويون وشعوب جزر المحيط الهادئ أيضاً مجموعات أقلية كبيرة ولا سيما في المناطق الحضرية. اللغة الأكثر شيوعاً هي الإنكليزية 96%.
تعد نيوزيلندا من البلدان المتقدمة حيث تصنف عالياً في التصنيفات الدولية في العديد من المواضيع بما في ذلك التعليم والحرية الاقتصادية وانعدام الفساد، و يشكل معدل بطالة نسبة جد ضعيفة تقدر ب 3,5% ، كما تصنف مدنها أيضاً باستمرار بين الأكثر ملاءمة للعيش في العالم.
إليزابيث الثانية هي ملكة نيوزيلندا وقائدة الدولة ويمثلها الحاكم العام. بينما يمارس السلطة السياسية التنفيذية مجلس الوزراء النيوزيلندي.



تتألف نيوزيلندا من جزيرتين رئيسيتين، الشمالية ( تي إكا آ ماوي )والجنولية (تي واي بونامو ) بلغة الماوري، وعدد آخر من الجزر الأصغر الواقعة بالقرب من مركز نصف الكرة المائي. يفصل بين الجزيرتين الشمالية والجنوبية مضيق كوك والذي يبلغ اتساعه 20 كيلومتراً عند أضيق نقطة. يبلغ مجموع مساحة الأراضي 268,021 كيلومتر مربع (103,483 ميل مربع)  وهي بذلك أصغر قليلاً من إيطاليا أو اليابان وأكبر قليلاً من المملكة المتحدة.

تمتد البلاد على أكثر من 1600 كيلومترا (990 ميل) على طول محورها الرئيسي من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، مع ما يقرب من 15,134 كيلومترا (9404 ميل) من السواحل. أهم الجزر الصغرى المأهولة تشمل جزيرة ستيوارت (راكيورا) وجزيرة وايهيكي في خليج هوراكي أوكلاند وجزيرة جريت باريير شرق خليج هوراكي وجزر تشاتام التي تسمى ريكوهو من قبل موريوري. 

تمتلك نيوزيلندا موارد بحرية واسعة النطاق، حيث تحوز على سابع أكبر منطقة اقتصادية خالصة في العالم، بمساحة أكبر من أربعة ملايين كيلومتر مربع (1,500,000 ميلا مربعا) وهي أكبر بخمس عشرة مرة من مساحة أراضيها.

تختلف الظروف المناخية بشكل حاد بين رطبة للغاية على الساحل الغربي من الجزيرة الجنوبية إلى شبه قاحلة في أوتاجو الوسطى وحوض ماكنزي في كانتربري الداخلية إلى شبه استوائية في نورثلاند. من المدن الرئيسية، كرايستشيرش وهي الأكثر جفافاً حيث يصلها فقط 640 ملليمتر (25 بوصة) من الأمطار سنوياً.

 أما أوكلاند فتنال النصيب الأكبر من الأمطار وهو ضعف نظيرتها كرايستشيرش. تتلقى أوكلاند وويلينغتون وكرايستشيرش متوسطاً سنوياً يزيد على 2000 ساعة من أشعة الشمس. الأجزاء الجنوبية والجنوبية الغربية من الجزيرة الجنوبية ذات مناخ أكثر برودة وأكثر غيوماً وتنال حوالي 1400-1600 ساعة أما الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من الجزيرة الجنوبية فتتعرض لنحو 2400-2500 ساعة.

بسبب عزلتها الطويلة عن بقية العالم وجغرافيتها الحيوية، تمتلك نيوزيلندا تنوعاً نباتياً وحيوانياً استثنائياً ينحدر من الحياة البرية التي كانت في غندوانا كما ان بعضها وصلها طيراناً أو سباحة عبر البحر. حوالي 80 ٪ من النباتات في نيوزيلندا متوطنة بما في ذلك 65 جنساً متوطناً.

 هناك نوعان رئيسيان من الغابات هما تلك التي تهيمن عليها أشجار الكاوري العملاقة و/ أو البودوكارب وفي المناطق الأكثر اعتدالاً اشجار الزان الجنوبي. أنواع الغطاء النباتي المتبقية في نيوزيلندا هي كتلة من عشب المراعي وغيرها والتي عادة ما توجد في المناطق قرب الجبلية ومناطق الأدغال المنخفضة بين المراعي والغابات.

تشمل الزواحف المتوطنة في نيوزيلندا 51 نوعا من السكنك و 19 نوعا من أبو بريص ونوعان من تواتارا الأحفورية الحية. عدة مرات شوهدت في المياه الإقليمية 5 انواع من السلاحف البحرية ( اغلبها كانت السلحفاة جلدية الظهر العملاقة ) وكذلك 3 انواع من ثعابين البحر، معظم المشاهدات كانت في شمال الجزيرة الشمالية. 

لا توجد ثعابين برية . لا توجد عقارب وهناك فقط عنكبوت صغير سام وحيد هو الكاتيبو ( 8 ملمتر ) وهو نادر ويقتصر وجوده على المناطق الساحلية. هناك 4 انواع من الضفادع البدائية المتوطنة. هناك العديد من الأنواع المتوطنة من الحشرات بما في ذلك ويتا التي يمكن أن تنمو لتصبح بحجم فأر المنزل وهي أثقل الحشرات في العالم. 

كان يعتقد منذ أمد بعيد أن نيوزيلندا لم تمتلك أياً من الثدييات غير البحرية الأصلية ما عدا ثلاثة أنواع من الخفافيش (أحدها انقرض الآن). لكن في 2006 اكتشف العلماء عظاماً تعود لأكثر من 15 مليون سنة فريدة من نوعها من الثدييات البرية بحجم الفأر في منطقة أوتاجو من الجزيرة الجنوبية.

تمتلك نيوزيلندا اقتصاداً حديثاً ومزدهراً حيث يقدر الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القوة الشرائية) بنحو 198.52 مليار دولار أمريكي في عام 2018. تتمتع البلاد بمستوى عال نسبياً من الناتج المحلي الإجمالي للفرد بنحو 40,118 دولار أمريكي في عام 2018 وتماثل في ذلك جنوب أوروبا.

 تعتمد نيوزيلندا اقتصاد السوق الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة العالمية. منذ عام 2000 حققت نيوزيلندا مكاسب كبيرة في متوسط دخل الأسر المعيشية. خلال الأزمة المالية 2007 - 2010 انكمش الناتج المحلي الإجمالي لخمسة أرباع متتالية وهي أطول فترة ركود في أكثر من ثلاثين عاماً.

تمتاز نيوزيلندا بمستوى عال من الرضا عن الحياة وفقاً للدراسات الاستقصائية الدولية وهذا على الرغم من انخفاض مستويات الناتج المحلي الإجمالي عن العديد من دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأخرى. تحتل البلاد المرتبة 13 على مؤشر 2015 للتنمية البشرية والمرتبة 15 في مؤشر الإيكونوميست جودة الحياة العالمي لعام 2005.

 حازت البلاد على المرتبة الأولى من حيث رأس المال الاجتماعي والعاشرة في الازدهار العام في مؤشر الازدهار لمعهد ليجاتوم 2009. بالإضافة إلى ذلك، في إحصائية جودة الحياة لمعهد ميرسر لعام 2018 احتلت أوكلاند المرتبة الثالثة وويلينغتون المرتبة الخامسة عشر عالمياً. الضرائب في نيوزيلندا أخف عبئاً مما هي عليه في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأخرى. نيوزيلندا لديها اقتصاد عدم التدخل الرأسمالي وفقاً لبيت خبرة معهد فريزر.

قطاع الخدمات هو أكبر قطاع اقتصادي (68.8 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي) يليه الصناعات التحويلية والبناء (26.9 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي) ومن ثم الزراعة واستخراج المواد الخام (4.3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي).

تعتمد نيوزيلندا اعتماداً كبيراً على التجارة الحرة وخاصة في المنتجات الزراعية. تشكل الصادرات نحو 24 ٪ من إنتاجها  وهو رقم مرتفع نسبياً (وهو حوالي 50 ٪ للعديد من البلدان الأوروبية الأصغر). وهذا ما يجعل نيوزيلندا عرضة بشكل خاص لأسعار السلع الدولية والتباطؤ الاقتصادي العالمي. صناعات التصدير الرئيسية هي الزراعة والبستنة وصيد الأسماك والحراجة. 

وتشكل تلك نحو نصف صادرات البلاد. شركاء نيوزيلندا في التصدير هم أستراليا 20.5 ٪ والولايات المتحدة 13.1 ٪ واليابان 10.3 ٪ والصين 5.4 ٪ والمملكة المتحدة 4.9 ٪ (2006). تلعب السياحة دوراً هاماً في اقتصاد نيوزيلندا. ساهم القطاع في عام 2010 بنحو 15 مليار دولار (أو 9.1 ٪) من الناتج المحلي الإجمالي في نيوزيلندا، كما وفر وظائف لنحو 184,800 وظيفة بدوام كامل (9.6 ٪ من مجموع القوى العاملة في نيوزيلندا). يتوقع ارتفاع تعداد السياح إلى نيوزيلندا بمعدل 2.5 ٪ سنوياً.

الدولار النيوزيلندي هو العملة في نيوزيلندا. يستخدم أيضاً في جزر كوك ونييوي وتوكلو وجزر بيتكيرن. يعرف الدولار النيوزيلندي أحياناً باسم "دولار الكيوي" بشكل غير رسمي.

تتوقع مجلة الايكونومست لنيوزيلندا (2009) أن يبقى الموقف المالي للحكومة ضعيفاً بسبب "ضعف نمو الإيرادات والنفقات المتصاعدة". من المتوقع أن تتضخم الديون المستحقة على الحكومة من 25 ٪ (2008) إلى 40 ٪ (2013). سينكمش نمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2009 بنسبة 2.6 ٪ ومن ثم 2.2 ٪ بين 2010-2013 (على الرغم من أن هناك "مخاطر سلبية" قد تعرقل هذا النمو). 

سوف تستمر الحكومة في متابعة التجارة الخارجية. وسيكون معدل التضخم 1.4 ٪ في 2009 و 1.3 ٪ في 2010 وبوسطي 2.3 ٪ 2011 حتى 2013. من المتوقع أن يتراجع الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي خلال 2010 ولكنه سيتعزز مرة أخرى بداية 2011 (لكن يشير التقرير إلى أن أسعار الصرف متقلبة ويصعب التنبؤ بها)

تعليقات

  1. نيوزيلندا واحدة من أواخر الأراضي استيطاناً في العالم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Marsa Matrouh

the Bull

Saudi