الدنمارك
الدنمارك

الدَنْمَارِك / هي من الدول الإسكندنافية شمال أوروبا. تقع جنوب غرب السويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا. كما تطل الدنمارك على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال.

وتتمتع الدنمارك بأحد أعلى مستويات المعيشة في العالم، كما أن الدنماركيين حققوا ازدهارًا على الرغم من أن أرضهم تفتقر إلى الموارد الطبيعية. فهم يبيعون منتوجاتهم إلى الأقطار الأخرى ليدفعوا ثمن وقودهم ومعادنهم التي يتوجب عليهم استيرادها لصناعتهم.

تشتهر الدنمارك بمنتوجاتها الزراعية وبخاصة الزبدة والجبن بالإضافة إلى أغذية أخرى معلبة. وتشتهر أيضا ببضائعها المصنوعة والمصّممة بشكل جيد وتشمل الأثاث المنزلي ومنتجات الخزف والأواني الفضية. وظل الدنماركيون منذ عهد الفايكنج شعبًا يحب الملاحة وركوب البحر. ومازالت الدنمارك إحدى أشهر الأمم البحرية في العالم. وقد أدى صيد الأسماك دورًا مهمًا في الحياة الاقتصادية للدنمارك. ولم تزل تؤكد المواضع الغنية بالأسماك في المياه الساحلية للدنمارك وفي بحر الشمال أنَّ صيد الأسماك سيظل الصناعة الأساسية فيها.

والدنمارك أرض ذات مزارع خضراء صغيرة وبحيرات زرقاء وشواطئ رملية بيضاء. وتشكل المزارع المعتنى بها حوالي ثلاثة أرباع القطر. وتُبنى أسطح المنازِل في مناطق المزارع من الآجر الأحمر أو الأزرق أو تكون مغطاة بالقش. وتَبني طيور اللقلق التي تجلب الحظ السعيد في اعتقاد الدنماركيين، أعشاشهاَ على بعض الأسطح وترتفع القلاع والطواحين الهوائية فوق الأرض الريفية المتموجة. ويستمتع الزوار بجمال الدنمارك الأخَّاذ حتى في مدنها الحديثة المليئة بالحركة، وكذلك بمبانيها القديمة الملونة ذات الحجارة المرمّمة بشكل جيد، وبشوارعها ذات الحجارة الملساء.
يمتاز الدنمارك باقتصاد قوي مع أنه بلد فقير في الموارد الطبيعية. ويحصل الدنمارك على بعض الغاز الطبيعي والنفط من الآبار الواقعة في بحر الشمال. ومع ذلك، فلابد للدنمارك من استيراد النفط باستمرار. وتشمل بعض منتجات الدنمارك المعدنية الأخرى الطباشير والفخار الصناعي. كما يُستورد الفحم الحجري والحديد ومعظم المعادن الأخرى.
وتفتقر غالبية التربة في الدنمارك إلى العناصر الغذائية مما يستوجب استخدامًا مكثفًا للأسمدة، لتجعلها منتجة. والأرض في الدنمارك منبسطة، ومتماوجة بشكل لطيف، لذلك لا يمكن استخدام الأنهار في توليد الطاقة الكهرومائية. وتغطي الغابات فقط عُشر مساحة اليابسة تقريبًا، وتُموِّن أقل من نصف حاجة الدنمارك من الخشب تقريبا. وتوفر البحار التي تكاد تحيط بسائر أنحاء البلاد وسيلةً رخيصة للنقل تستطيع الدنمارك من خلالها استيراد حاجاتها الصناعية وتصدير منتجاتها. وهذه البحار غنية أيضًا بالأسماك.
تحولت الدنمارك بعد عام 1945 من بلد زراعي إلى بلد صناعي، ولكن مازالت الزراعة تلعب دور مهم في الاقتصاد. 75% من أراضي البلاد مستغلة زراعياً. الثروة الحيوانية و الألبان هي أهم المنتجات في هذا المجال. عوائد قطاع السياحة أصبحت تشكل عاملا مهما في تنمية اقتصاديات بعض مناطق الدانمارك. مليون سائح من اجمالي مليونين يأتون سنويا من ألمانيا لوحدها.
تصدر الدانمارك الطاقة ولدى ميزانيتها التجارية فائض مريح سنويا. حيث يقدر الفائض بأن يكون 39 مليار كورونا دانماركية للعام 2006. لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، الغاز الطبيعي وطاقة الرياح. تصدر الدانمارك أيضا الكيماويات، الآلات، الأثاث، الأدوية ومختلف المواد الغذائية المصنعة. من الصناعات الرئيسية الأخرى في البلاد: بناء السفن و الكهربائيات.
75% من القوى العاملة في الدنمارك هم أعضاء في اتحاد نقابات العمال الدانماركية. يمكن وصف العلاقات بين أرباب العمل والنقابات العمالية بأنها اجمالا مريحة، حيث أن للعمال حقوق محفوظة ولديهم ممثلون في مجالس ادارة معظم الشركات. تحديد رواتب العمال يتم الاتفاق عليها بين العمال أنفسهم وأرباب العمل بدون أن تتدخل الحكومة.
استطاعت الحكومة الدانماركية أن تتعدى الشروط المطلوبة من أعضاء الاتحاد الأوروبي من أجل الانضمام للاتحاد النقدي (اليورو). لكن أغلبية الشعب الدانماركي في استفتاء أجري في سبتمبر 2000 كانت ضد قرار الانضمام للوحدة النقدية و تطبيق اليورو. بالرغم من هذا، بقيت الكورونا الدانماركية مرتبطة باليورو.
يبلغ طول شبكة القطارات بالبلاد 2875 كم. إلى جانب شركة القطارات الحكومية هناك أيضاً شركات خاصة تشغل بعض السكك. يوجد 4 مطارات دولية في كل من كوبنهاغن، بيلوند، آلبورغ و آرهوس. كما يوجد عدة موانئ بالبلاد. هناك حركة ملاحية كبيرة مع الدول الاسكدنافية الأخرى. يوجد أيضاً خط بري قائم على جسور فوق البحر يربط الدانمارك و باقي أوروبا بالسويد و باقي اسكندنافيا.
معظم الصناعة تنصب على المنتجات الزراعية، يضاف إليها صناعة الزجاج، والإثاث، والمنسوجات، والسفن، والآلات الزراعية، والصناعات البترولية. ويوجد الفحم في الجنوب وتقوم عليه بعض الصناعات، والبلاد متقدمة في أساليب الزراعة، ولاتزال الصادرات الزراعية تمثل مكانة هامة في صادراتها. للثروة الحيوانية أهميتها في الاقتصاد الدنمركي، وتشتهر بمنتجات الألبان واللحوم، وتصدر كمية كبيرة من انتاجها الزراعي والحيواني، وتتيح شواطىء الدنمرك مورداً هامة لصيد الأسماك.
تشكل المزارع نحو ثلثي إجمالي مساحة الدولة. وتغطي المزراع مايقارب 40 هكتارا في المتوسط، وحتى الثمانينيات من القرن التاسع عشر كان القمح يشكل أهم محصول زراعي للدنمارك. ثم انخفضت أسعار القمح وبدأ المزارعون الدنماركيون يركّزون على إنتاج البيض والحليب، ونظمّوا مصانع تعاونية للزبدة والألبان والمسالخ، وتقاسموا التجهيزات والأرباح. وتغطي التعاونيات في الو قت الحاضر سائر فروع الزراعة.
وأصبحت تربية الماشية المنتجة للحم أو الألبان هي النشاط الرئيسي في معظم المزارع الدنماركية. وتُستخدم معظم الحاصلات علفًا للدواب وتشمل الشعير والبطاطس وبنجر السكَّر والِلّفت (وهي نبتة ذات أوراق). ويزرع الشعير في أراضي المزارع أكثر من أي محصول آخر في الدنمارك وتصدر حوالي 60 % من منتجات المزارع الدنماركية في شكل لحوم ومنتجات ألبان.
تصطاد سفن الصيد الدنماركية حوالي مليوني طن متري من السمك سنويًا. وأهمّ أنواع السمك هي القّد والرنجة وسمك البوْت وسمك الرماح الرملية والإسبرط والبياض. ويؤخذ أكثر من نصف الصيد من بحر الشمال ويعتبر إسْبجرج ميناء الصيد الرئيسي للدنمارك.
تحظى الدنمارك بكثير من البحيرات الصغيرة التي تشكلت في تجاويف صغيرة خلَّفها في الأرض ذوبانُ الجليد في المثالج. وتغطي بحيرة أريسو ـ وهي أكبر بحيرة ـ مساحةَ 41كم². ويوجد في الدنمارك عدد من الأنهار القصيرة ولعلّ أطولهَا نهر جودن ويبلغ طوله 158كم.
الدنمارك دولة إسكندنافية تشترك في علاقات قوية مع جيرانها السويد والنرويج بالإضافة إلى دول الشمال الأخرى في فنلندا وأيسلندا.
ردحذف